03-10-2020 06:06 PM
بقلم : د. حسن عبدالله الدعجه
أن الهيمنة الأميركية في العالم تكاد تتلاشى ليس بسبب ضعف القوة السياسية والعسكرية أو الاقتصادية للولايات المتحدة، بل للفشل القيادي لترامب في مجالات كثيرة منها ؛ الوطنية والإقليمية والدولية. وكان لوباء كورونا التأثير الأكبر من اية ازمة أخرى لأنها تتعلق بحياة الناس وان كل شخص ممكن ان يكون الضحية المحتملة التالية، وأن إدارة ترامب أثبتت فشلا كبيرا في القيادة والمسؤولية تجاه هذه الازمة وغيرها، وأن ذلك سيتسبب في اضعاف صورة أميركا في جميع العالم وخصوصا مع صعود الصين للواجهة العالمية. وتحديدا صعود الصين في القضاء على وباء كورونا داخليا وبدأت تمد يد العون إلى الدول الأخرى مثل إيطاليا وبلجيكا والدول الأفريقية وحتى أميركا نفسها. وان القوة الناعمة للصين سيكون له تأثير على المجتمعات الاخرى. كما عزز ترامب الاستقطاب داخل أميركا نفسها، وفتت الوحدة الوطنية وان مثل هذا الاستقطاب قد يؤدي الى حرب اهلية. اما إصابة الرئيس دونالد ترامب بفيروس كورونا الذي يبلغ من العمر 74 عاما يعني وحد من السيناريوهات التالية:
السيناريو الأول : أن بعض المراقبين يروا بان اعلان ترامب عن إصابته بفيروس كورونا مجرد مناورة، من أجل التغطية على الأخبار السيئة المتوالية بشأنه كشبهات التهرب الضريبي وتعليقاته المثيرة المتطرفة والتي تستقطب كل من هو ضد المهاجرين والوحدة الوطنية من أجل إعادة انتخابه. والإعلان عن إصابته قد تكون مزيفه ، لكنها مثيرة للغاية. سيؤدي هذا التطور إلى إبعاد بايدن عن الشاشات الاعلام والتركيز على ترامب ومرضه خلال هذه الفترة مما يجلب التعاطف معه والتصويت له. ، حيث تسيطر اصابة ترامب على كل دقيقة من كل يوم عبر وسائل الاعلام الأمريكي والدولي. ثم بعد 14 يومًا ، سيظهر ترامب ، وقد تم علاجه بنسبة 100٪ بواسطة علاج تروج له أمريكا. وبهذا يصيد يحقق فائدتين وهما ، الفوز بالانتخابات وتسويق اللقاح الأمريكي بانه فعال.
السيناريو الثاني: وهو ان هناك مؤسسات عميقة وهي ما تسمى بالدولة العميقة التي تسيطر على مفاصل الحكم وتتحكم بجميع مفاصله، وان الرئيس ما هو الا واجهه لتنفيذ ما تراه هذه المؤسسات في الدولة العميقة، وان الدور الذي يلعبه ترامب قد انتهى وان هذا سبب لأنهاء حياته، وفي حال تدهورت صحته بشكل كبير ، فيمكن عندئذ تفعيل الفقرة الثالثة من الفصل 25 من الدستور الأميركي الذي يسمح للرئيس بنقل صلاحياته موقتا لنائبه. وإمكانية ألا يسمح تدهور الوضع الصحي لترامب له بالاستمرار في سباقه الرئاسي من أجل ولاية ثانية. وافساح المجال امام شخص اخر اكثر ثقة لتنفيذ ما عجز ترامب عن اقناع الناس به، من ناحية، كما يمكن ألا يسمح تدهور الوضع الصحي لترامب له بالاستمرار في سباقه الرئاسي من أجل ولاية ثانية. او الانتقال باهتمام المجتمع الأمريكي والدولي من موضوع الى اخر اكثر أهمية حتى يمرروا ما تم التخطيط له.
السيناريو الثالث: وحتى في حالة غياب الرئيس ونائب الرئيس وعدم قدرتهما على القيام بإدارة البلاد، فحدد التعديل الثالث عشر بما يلي: يتولى نائب الرئيس منصب الرئاسة كما في حالة وفاة الرئيس أو حالات عجزه التي ينص عليها الدستور. ويصبح نائباً للرئيس الشخص الذي يحصل على أكبر عدد من أصوات المقترعين لنائب الرئيس، إذا كان هذا العدد يشكل أغلبية مجموع عدد الناخبين المعينين. وإذا لم يحصل أي شخص على مثل هذه الأغلبية فحينئذ يقوم مجلس الشيوخ باختيار نائب رئيس من بين الشخصين اللذين فازا بأكبر عدد من الأصوات في اللائحة والنصاب اللازم لهذا الغرض يتألف من ثلثي العدد الإجمالي لأعضاء مجلس الشيوخ، وسيكون الحصول على أغلبية العدد الإجمالي لازماً لهذا الاختيار. ولكن أي شخص غير مؤهل دستورياً لتولي منصب الرئيس يصبح غير مؤهل لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة. هناك خط واضح لتولى السلطة بحسب الدستور الأمريكي ، في حال عزل الرئيس من منصبه، أو وفاته، أو استقالته، أو عجزه عن القيام بسلطات ومهام المنصب المذكور، يؤول المنصب إلى نائب الرئيس، ويمكن للكونغرس أن يحدد بقانون أحكام حالات عزل أو وفاة أو استقالة أو عجز الرئيس ونائب الرئيس كليهما، معلناً من هو المسؤول الذي يتولى عند ذلك مهام الرئاسة. ويبقى مثل ذلك المسؤول قائماً بمهام الرئاسة إلى أن تزول حالة العجز أو يتم انتخاب رئيس. حيث تتولى رئيسة مجلس النواب السلطة بحكم الأغلبية للديمقراطيين فيه، وهى نانسى بيلوسى. لكن بعض الخبراء الدستوريين حذروا من أن الفوضى قد تحدث لو أصبح كلا من ترامب ونائبه مايك بنس غير قادرين، لان القانون لا يوفر كثير من الوضوح بشأن هذا السيناريو.
السيناريو الر ابع: الفوضى السياسية الذي من شأنه أن يؤدي إلى حرب أهلية .الذي حذر منه الصحفي المخضرم توماس فريدمان من أن بلاده قد تكون مقبلة على حرب أهلية ثانية. ويستند فريدمان في موقفه إلى غموض موقف رئيس البلاد بشأن تسليم السلطة والذي أثار مخاوف من عدم قبوله بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في الثالث من نوفمبر في حال هزيمته أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن. وبالتالي، قد يؤدي ذلك إلى عدم تسليمه السلطة للفائز والتسبب في أزمة سياسية خطيرة للبلاد قد تؤول إلى فوضى مسلحة. وأكد على اقتناعه بأن اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة الأمريكية أمر ممكن في ظل الأجواء والمؤشرات السائدة في الظرف الحالي، منتقدا الجمهوريين والرئيس ترامب على تصرفات يراها شديدة الخطورة على وحدة ومستقبل البلاد.
وأخيرا كل السيناريوهات والاحتمالات واردة في ظل وجود مؤسسات قوية، وكذلك الاستقطاب الجماهيري بين المواطنين الأمريكيين ومع ذلك فليس من السهل انفراط عقد دولة قوية بهذه السرعة، ومع تراجع هيبتها – أمريكيا - وانقسام العالم بينها وبين الصين ما بعد ازمة كورونا، لان النظام العالمي قد يتغير وان السياسية الدولية والاقتصادية سوف تكون بهيكلية أخرى.
أستاذ مساعد: قسم الاعلام والدراسات الاستراتيجية / جامعة الحسين بن طلال.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-10-2020 06:06 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |