04-10-2020 02:31 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
برنامج حواري رفيع المستوى ، طاريء ومفاجئ وفوق العادة ، لم يسبق للفضائيات المحلية العربية عمومًا والخليجية خصوصًا بعرض برنامج بهذا المستوي من السقف العالي جدأ والمساحة العريضة من الحرية في الطرح للمشاهدين الاعزاء في الخليج العربي العزيز والعالم العربي عموما ،
" إنه برنامج الصندوق الأسود" .
هذا البرنامج مختلف من حيث العمق وحساسية المواضيع التي تم طرحها ،
برنامج مختلف من حيث الإعداد ،فالمُعِدُّ خليجي ، لا مزايدة لأحد على انتمائه وولائه ووطنيته ،
والموضوع خليجي بالخصوص، عربي بالعموم
برنامج مختلف باختيار الشخصيات التي تم استضافتها ، فهي خليجيه ولا تشكيك في ولائها وانتمائها .
ومختلف من حيث لغة الحوار وشخصية المحاور ،
ظهر هذا الإعلامي الأنيق المهندس عمار تقي وكان أنيقاً في طرح المواضيع باسلوب لبق راقي ، أنيقاً في لغة الحوار الحصيفة الرزينه البعيدة عن الابتذال والنمطيه ، أنيقاً بالمظهر والمحضر ، وهو القريب جدأ بل الاقرب لنبض وصوت الشارع الشبابي الخليجي بإمتياز .
تم فتح هذا الصندوق تحت شعارين لمنصتين اعلاميتين ومدرستين عريقتين هامتين جداً في الكويت العزيزه هما القبس الكويتيه التي تتمتع بسمعة ومصداقية وتاريخ ليس على مستوى الكويت او الخليج العربي فحسب بل والعالم العربي بمعظمه ، وذلك لما للمؤسسين والقائمين والعاملين والذين عملوا فيها من سمعة وباع طويل ورؤى سياسيه لا ينكرها منصف ، وفضائية الرأي التي اشتركت واتَحدَت مع القبس بشراكة مُتَفَردةٍ غير مسبوقه كمنصة اعلامية متكامله .
مع احترامنا الكامل لكل من ظهر في هذه السلسلة الطويلة من حلقات البرنامج المميز ، كلٌ حسب موقعه واختصاصه ومجال عمله الذي كان له فيها بصمة واثراً لن يُمحى من ذاكرة الاخوة الكويتين خصوصا ً، وأحيانًا للاخوة الكرام في الخليج العربي عامة ، ولا أُبالغ إن قلت ، وعربيًا أيضاً .
في هذا المقال الاول ساحاول متسلحا بالجرأة الادبية وبمتابعتي لمحاضراته وارائه وندواته منذ عقود، سأحاول اقتباس بعض ما ورد في المقابلة الطويلة مع هذه الشخصية التي لا اقول أنها كويتيه فقط ، وانما عربية بامتياز
واجعل من هذه الاقتباسات عنواين رئيسة لمقالات تُحاكي الواقع العربي ، وسأذكر بعضاً من مقالاته وافكاره وآرائه ، وذلك لما لهذه الشخصية من تأثير وحضور في الذاكرة العربية منذ ثمانينات القرن الماضي ولا تزال حية حاضرة في المشهد الحالي كحضور صاحبها الذي ادعو الله تعالى له بطول العمر وحسن العمل ،
انه الباحث والمفكر والسياسي العربي سعادة الدكتور عبد الله فهد النفيسي .
رجل له تاريخ وسيرة ومواقف فكريه مشرفة على المستوى الخليجي والعربي والاقليمي ، ويحلو للبعض بأن يطلق على بعض مواقف هذا الرجل بالجدلية ،
منذ ان دخل المعترك السياسي العملي تعرض لضغوط واقصاء وحرمان من العمل ومنع من السفر ، وذلك على خلفية مواقف وآرائ من وجهة نظره كانت مبنية على تجارب ووقائع ومشاهدة واطلاع مباشر ، ومن منطلقات بنيت على فهم وادراك يبنى عليه ، إن كان على الصعيد المحلي او العربي بصفة عامه ، حيث كان على علاقة مباشرة مع صُنَّاع القرار او من المقربين جداً من صانعي القرار في دول تلك المنطقة والاقليم ،
ومع مرور الايام بما حملته من احداث جسام دارت رحاها في معظم دول العالم العربي وما تزال ، اثبتت افرازات هذه الاحداث عمق وصواب رأي هذا الرجل فيها ، بل واصبحت واقعاً ماثلًا أمام الجميع ، ظاهرا ًللعيان .
يحفظ ويحتفظ العالم العربي بمعظمه بكثير جداً من هذه المواقف والاراء والتوقعات والتحذيرات التي اطلقها منذ عقود مضت ،
يتبع ،،،
يوسف رجا الرفاعي