بقلم : محمد خالد

لقد اتخذ مجلس التعليم العالي مؤخراً قراراً ينص على:" التحول الكامل للتعلم عن بعد لطلاب مرحلة البكالوريوس، والتعلم المدمج لطلبه الدراسات العليا".
وقبل كل شيء لا بد من التأكيد على أن متطلبات السلامة العامة مقدرة ومتطلب إجباري ثابت لم ولن نحيد عنه، ولكن لا بد قبل تفعيل هذه القرارات النظر للموضوع(طبيعة دوام الفصل الأول) من خلال الجوانب الآتية:

1_ شُعب الدراسات العليا لا يزيد عدد طلابها عن ١٠ طلاب_غالباً_فلا اعداد كبيرة، ممّا يمكن من تحقيق التباعد بين الطلبة. كما أن طبيعة الدراسات العليا تتطلب أن يكون الطالب وفي جميع المحاضرات داخل الحرم الجامعي، فالأبحاث تتطلب التردد الدائم على المكتبة الجامعية للإستفادة من محركات(منصات) البحث العلمي التي تعمل داخل الحرم الجامعي، ولاستعارة الكتب..كما أن طبيعة الدراسات العليا تحتم المراجعة الدائمة لأستاذ المادة، لتحقيق الإتصال الذهني والبصري بين الطالب والأستاذ.

2_يجب أن لا نغفل عن الجانب الاقتصادي في المعادلة(الجامعات أبرز محرك اقتصادي للأسواق المحلية في الأردن).

3_طلاب التوجيهي تقرر أن يكون دوامهم داخل الحرم المدرسي، لسبب بسيط وهو: علم أصحاب القرار بعدم الجدوى العلمية والعملية _الكاملة_ للتعلم عن بعد..فكيف سيحقق التعلم عن بعد أهدافه مع المستويات الأعلى(دبلوم، بكلوريس، ماستر، دكتوراة)؟!.

4_عدد كبير من الجامعات في العالم عادت للتعلم الوجاهي، مع مراعاة اشتراطات السلامة العامة.

5_التعليم الوجاهي يحقق العدالة التقويمية للطلبة، وهذا بعكس التعلم عن بعد.

6_الجامعات يمكن قياسها على المساجد والكنائس، فالمساجد_مثالاً_ تشهد حضور آلاف المصلين بمكان واحد وهؤلاء المصلين ومن كافة الأعمار ملتزمين بكافة بروتوكولات السلامة العامة.. وهنا يمكن لوزارة التعليم العالي الإستفادة من تجربة وزارة الأوقاف، في مجال إدارة الحشود ضمن أعلى سبل الإلتزام باشتراطات وزارة الصحة.

7_المولات والحدائق والمطاعم والأسواق بحاله دوام كامل، بينما الجامعات شبه مغلقة؟!.. فالفايروس كما هو موجود في السوق موجود في الجامعة، بمعنى أن الحل يتمثل في: التعايش مع الفايروس وإلتزام سبل السلامة الصحية.

8_يتوجب أن يصل مجلس التعليم العالي لقناعة أن فايروس كورونا سيستمر لسنوات قادمة _بحسب توقعات منظمة الصحة العالمية، حيث توقعت المنظمة أن يستمر الفايروس لخمس سنوات قادمة. فلا بديل عن التعايش الآمن مع الفايروس..

9_لا يخفى أن الطلبة عموماً وطلبة الدراسات العليا على وجه الخصوص، عندما دفعوا رسوم الفصل.. دفعوا على اساس معادلة:(3 ساعات داخل الحرم الجامعي) ، ومعلوم أن هذه المبالغ تغطي:أجور تدريس ورسوم الخدمات من إنترنت ومكتبة وكهرباء وتدفئة وتكييف وبدل استهلاك بنية تحتية(بلغة المحاسبة بدل استهلاك الأصول) من مباني ومقاعد.. فإذا أصر_ مجلس التعليم العالي _ على توجهه في التحويل للتعليم المدمج/عن بعد، فمن حق الطلبة أن ترصد لهم نسبة خصم_لا تقل عن ثُلث رسوم الساعات الجامعية.

10_ إذا أصبح لدينا ظرف طارئ _لا قدر الله_كانتشار مجتمعي"شامل" لوباء أو ظرف جوي غير اعتيادي(ثلوج، فيضانات، جليد)، وتطلب ذلك إعلان الإغلاق الشامل، فهنا فقط نقول:"الضرورات تبيح المحظورات" ونقبل التعليم عن بعد بسلبياته كافة.
11_يمكن لمجلس التعليم العالي التحول لفكرة قسمة كل شعبة مقتضة(الشُعب المئوية) إلى شفتين، بحسب الترتيب الهجائي لاسماء الطلبة، شفت يكون دوامه داخل الحرم الجامعي ومع الأستاذ والشفت الآخر وبنفس الوقت بتابع المحاضرة عن بعد..وفي الأسبوع التالي يتم عكس الترتيب.
12_يتوجب تعديل امر الدفاع الخاص بإيقاف المخصصات المالية للعمل الإضافي لاعضاء هيئات التدريس الجامعي، ليتم قسمة بعض الشُعب الكبيرة(كمحاضرات زائدة عن النصاب) لتخفيف الاقتضاض والتحقيق التباعد المطلوب.