بقلم : علي الشريف
انا لا اعرف للان لماذا دائما نحب ان نسمع او نفعل ما يخالف حقيقتنا التي نعيش بل اننا ننكر هذه الحقيقة رغم ايماننا بها وخوفنا الدائم منها .
مثال ذلك اننا نؤمن حد العظم بوجود وباء كورونا وجميعنا يخاف ان يصاب لكننا في نفس الوقت ننكره رغم التنبيهات وعديد الاراء الطبية ونتجه في نفس الوقت لتصديق اي خبر يقول ان الكورونا كذبه.

ربما اننا شعب يتجه دائما ليغرق في الوهم ومخالفة الحقيقة لأننا اصبنا بالنرجسية حتى اعتقدنا اننا يجب ان لا نمرض ويجب ان لا نجوع ويجب ان لا نموت حتى.
وربما شعورنا بالاسى نتاج ما نراه من زيادة بالفقر والجوع وفقدان الوظائف هو ما يدفعنا لهذا الانكار الغريب بدل ان نسعى جاهدين لتداركه فقد اعتمدنا واعتدنا فقط على توجيه النقد والاتهام والتشكيك بكل شيء دون ان نتحرى الحقيقة باي شيء.
حقيقة الامر ان حياتنا اصبحت بالمقلوب ننكر الحقيقة ونصنع من الوهم حقيقة فاصبحنا لا ندري اين نمضي وماذا نريد وماذا نفعل واي الطرق نسلك ومن نصدق.
نحن نقف امام حقيقتنا المرة اننا كشعب صرنا نرفض كل شيء حتى مبدا سلامتنا ولا ادل على ذلك الا رفض الغالبية الالتزام بالوقاية من الكورونا ..ورفضنا تصديق اعداد الاصابات فاذا زادت انكرنا واذا قلت ونقصت شككنا .
نحن نرفض مفهوم المرض من اساسة بل ان البعض اصبح يتحدى واذا ما اصيب هو او قريب او صديق سيضع اللوم على الدولة لأنها لم تحميه والله كل شيء عندنا مختلف .
في الصباح لنا راي وفي المساء راي اخر والعجيب ان الكل يطالب باحترام الراي والراي الاخر فاذا خالفته الراي ربما تصل الامور حد القطيعة بينكما.
اننا ونتاج تعاملنا المكثف مع العالم الافتراضي اصبنا بالوهم فصرنا نعتقد اننا اقوى دولة على وجه الارض واغنى دولة خلقت وان الكون كله يدور في فلكنا ....واي قرار لا بد الا ان يمر من بين اصابعنا .
فصنعنا من انفسنا اكبر جيش وهمي في الطب والخبرة في علم الفايروسات على وجه الارض وةاكتشفنا مواهب كبيرة في تقديم طرق العلاج وضحكنا مليء الشدقين ولا ندري لماذا نضحك حتى نكاد نقترب من البكاء ان كل شيء عندنا اصبح عكس المنطق والحقيقة وحتى العلم..
وبعيدا عن كل شيء اذا مررت بجانب احد وانت ترتدي الكمامة ستسمع شو خايف هاتلك بوسة ..يزم انت مصدق هالكي كلها مؤامرات علينا وعلى مستقبلنا !!!....
يا رب هل قلت مستقبلنا استغفر الله واتوب اليه اني اذا لفي ظلال مبين ..لقد تذكرت اننا نسيناه_ وما انساني اياه الا الشيطان _ بعد ان اضعنا الحاضر غفرانك يا رب واما انت يا وطن هات الكمامة وكممني خلص فينا الكلام .