07-10-2020 01:08 PM
بقلم : د. نزار شموط
في كل عام نحتفي بعيد المعلم , مناسبة تتجاوزنا كما المناسبات الكثيرة التي يتضمنها العام , وربما تستوقفنا بعض الاحتفاليات البسيطة بهذه المناسبه , ( من باب جبر الخاطر ) .
حقيقة ان المعلم يستحق منا اكثر من وقفة في العام نستذكر فيها جهده , اننا مقصرون في حقه , هذا الذي نوكل الية مسؤولية تربية وتعليم ابنائنا , والذي يقضي مع فلذات اكبادنا اكثر مما نقضي معهم من الوقت , يلقنهم العلم والمعرفة , ويزرع فيهم الامل بالغد ليكونوا بناة حقيقيون لبلدهم , هذا الذي يساير ويرعى تطورهم من الطفولة الى المراهقة وحتى الرشد , يرعى نموهم الخلقي والانفعالي والمعرفي والاجتماعي والتربوي .
هذا هو المعلم الذي للاسف بتنا لا نعطيه حقه من التقدير والاحترام لما يبذل من جهد .
لا زلت اذكر رغم مرور سنوات طويلة من علمني في كل مراحل دراستي , وادعوا لهم بالخير والاجر العظيم كل ما جاءت ذكراهم في خاطري , فلولا جهدهم وعطاؤهم وتوجيههم لنا , ما وصل اي منا لما هو علية الان من تأهيل ومركز .
منذ ايام ارسل لي احد زملاء الدراسة صورة قديمة , سعدت بها كثيراً , كانت لمجموعة ممن تتلمذنا على ايديهم في المرحلة الاعدادية .
لقد استحضرت تلك الفترة بكل ما فيها , مدرستي , الصفوف التي درست بها , زملائي في الدراسة , شريط طويل من الذكريات الجميلة التي لن ننساها مهما كبرنا .
لقد كان في الماضي للمعلم الهيبة والوقار والاحترام من الجميع , حتى انني اذكر انه كان يُدعى في كل المناسبات ويكون في مقدمة المدّعوين , نظراً للدور والمسؤولية التي يحملها كمربي .
اما اليوم وفي ظل القرارات التي حجمت من صلاحية ودور المعلم , وسحب البساط من تحت قدمية وتكبيلة بعدم قدرته على ضبط الطلبة وتصحيح مسار من يتجاوز منهم الضوابط الادبية والاخلاقية , فقد وصل الامر بأن يشتكي الطلبة واولياء امورهم على المعلمين على اي سلوك تأديبي يلجأ اليه المعلم لتعديل السلوكات غير المرغوبة عند بعض الطلبة المخالفين , وفي بعض الحالات تحضر سيارة الشرطة الى المدرسة لجلب المعلم للمخفر .
كل هذا ادى الى تسيب الطلبة , واستخفافهم بالضوابط والتعليمات , لعدم وجود رادع ونموذج يحترم , ووصل الامر ان بعض المعلمين تعرضوا للضرب والطعن من طلبتهم .
نحن لا ندعوا للجوء للعقاب البدني لضبط الطلبة , ولكن نطلب ان نحض ابنائنا على احترام معلميهم والانصياع لتوجيهاتهم لما فيه مصلحتهم , وان نطالب بتحسين وضع المعلم مادياً ومعنوياً باحترام دوره الهام .
ونطلب ان يراعى في اختيار المعلم معايير دقيقة تتناسب مع الواجبات والقدرات والامكانات المنوطه به كمعلم .
وبذلك نختار المعلم النموذج بعطائه وسلوكه وادارته الحصيفة للغرفة الصفية بما يحقق الهدف المنشود من التربية والتعليم .
وكل عام والمعلم بأحسن حال
د. نزار شموط