حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,16 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1470

في ذمةِ الله يا عمي محمد ملكاوي "أبو نبيل"

في ذمةِ الله يا عمي محمد ملكاوي "أبو نبيل"

في ذمةِ الله يا عمي محمد ملكاوي "أبو نبيل"

11-10-2020 01:32 PM

تعديل حجم الخط:

كلمة رثاء في عمي النبيل المرحوم بإذن الله الحاج حسين محمد ملكاوي "أبو نبيل".
عمي الحبيب، هو الرحيلُ الذي نعلمُ يقيناً أنه آتٍ، ومع ذلك يبقى أصعبَ المحطاتِ في هذه الدنيا، خاصةً عندما يتعلقُ الأمرُ بشطرِ الروحِ والقلب والدي وصهري وجاري وصديقي.
عمي الحبيب، قد يفقدُ الإنسانُ في يومٍ واحد والداً أو صِهراً أو جاراً أو صديقاً، ولكنني برحيلك يا عم فقدتُهم جميعاً في يومٍ واحد! فماذا نفعلُ مع الأقدارِ سوى التسليم والرضا والصبر على البلاء، أو أن نفرَ من قدرِ الله إلى قدرِ الله ونحمدُ الله على ما قضى وما قدّر. ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم.
عمي الحبيب، مضيتَ لمراد الله، ووعده، رحلت بنفسك المطمئنة راضياً مرضياً إن شاء الله. وسيتعينُ عليَّ أن أستوعب هذا الغياب الذي لا لقاء بعده في هذه الدنيا. وإنها لمناجزة كبرى مع النفس والقلب أن يعتادا غياب من نُحب؛ فسيلزمنّي من الوقت ما لا أعلم كي أُدركَ وأتعايشَ مع حجمِ الفقدِ الذي تركه رحيلُكَ في وجداني.
بوركتَ مدرسةً يا عم في الأخلاقِ والعملِ الصالحِ والذِكر الطيّب لدى كل من عرفكَ قريباً كانَ أو بعيداً. وإنني لمَنْ الفريقين، كنتُ بعيداً فقرّبتني منكَ أجملُ الأقدارِ؛ فصِرنا أصهاراً بمُراد الله رباطاً مقدساً مع كريمتك التي فيها من طباعكَ النبيلةِ الشيءَ الكثير. وما أحلاهُ من رباط وميثاقٍ غليظٍ يجمعنُي بالطيبين أولي الفضل.
عرفتُك طائعاً عابداً لله ساعياً إليه بخيلك ورجلك محباً للقائه، متزوداً بخيرِ الزاد التقوى، وقّافاً عند حدود الله، معلقاً قلبُكَ بالمساجدِ والصلاةِ والقرآنِ، طيّبَ المعشر، رقيقَ الطِباع والمشاعر، إنساناً بسيطاً كثيفاً في محتواه الإنساني المتفوق. وإنني لأَشهدُ لكَ بالتفوقِ والتفرد في خِصالكَ النبيلة، وأحسُبكَ من الصالحينَ ومن أصحابِ السبقِ والدرجاتِ العُلا إن شاء الله.
لكأنكَ يا عم آتٍ من زمنٍ آخر، ففيكَ من نقاءِ الفطرةِ واللينِ والتصالحِ مع الذات ما يجعلُك استثنائياً في زماننا الصعبِ هذا الذي يعجُّ بالتناقضاتِ والعُقد.
في ذمةِ الله يا عمي ورحمتهِ، راحلاً كبيراً وفقيداً ينوءُ بعبءِ فقده الوجدانُ والخاطر. وسيظلُ وجودكَ وذِكركَ وفضلُكَ ممتداً بعدَ رحيلِك في الكرامِ والكريماتِ ممَن تركتَ ورائك من الصالحين، وفي أعمالكَ الطيّبةِ الصالحةِ وذِكركَ الحَسَن الأثير. والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عند ربكَ ثواباً وخيرٌ أملا.
أدعو اللهَ يا عمُ لكَ بالرحمةِ والمغفرة، وبجناتِ الفرِدوسِ نُزلا، وأن يجمعنا وإياك مع النبيين والشهداء والصالحين في مستقرِ رحمته. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون








طباعة
  • المشاهدات: 1470

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم