حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1273

(من تَكَبَّر ذَل)

(من تَكَبَّر ذَل)

(من تَكَبَّر ذَل)

19-10-2020 01:58 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سالم المحادين
ملأى السنابلُ تنحني بتواضعٍ والفارغاتُ رؤوسهن شوامخُ.. أسوق إليكم هذا البيت الشعري الرائع والمُعبِر في مُقدمةِ موضوعٍ أودُّ الخوض فيه و يحكي عن التواضعِ والغرور.
أمتلكُ يقينًا تامًا لا شكَّ فيه بأنَّ أيَّ لمحةِ غرورٍ أو تعالي يمتلِكُها الشخص تعكسُ نقصًا في ذاتِ صاحبِها أو خللًا نفسيًا يتغلغلُ في حيثياتِ نظرتهِ للأفرادِ والناسِ من حوله، لذلك فمهما علا شأنُ أحدِهِم سَيَسقطُ بغرورهِ ونظرتهِ الدونيةِ للآخرين، وبالمُقابل فأنَّ التواضع ومؤشراته وبوادره حين تظهرُ من الشخص عفويةً دون تصنُع تمنحُ فاعلَها رونقًا جاذبًا ليرتقي في أعينِ الآخرين نحو سماءِ الألقِ بتغريداتٍ مُنعِشة.
من مزايا التواضُع القُدرة على تعزيز وسائل التواصُل الإيجابيِّ بين الأفراد ومنحهِم أريحيةَ التعبيرِ عن الرأي والخوضِ في تفاصيل الأمور بسلاسةٍ وانجذابٍ أخَّاذ بعيدًا عن العُقدِ النفسيةِ التي يتسببُ بها دومًا الإنسان الذي يتعامل مع الأفرادِ بفوقيةٍ ( غير مبررة أساسًا ) وهي تلك النظرة التي يُحاولُ من خلالِها إثبات شخصيتهِ التي يشعر بنقصها كلما رأى جمال الآخرين المُكتَسَب من بساطتهِم المُتَميزة.
المؤسفُ في الأمرِ أن المغرور يكتسبُ كثيرًا من ثقتهِ بالنفسِ من بعض الشخصياتِ الضعيفةِ حولَهُ، حين يرضخونَ للهالةِ المُحيطةِ بهِ مع التنويه أن أفضلَ ما قد نُداوي بهِ المغرور يتمثل بإهمالهِ لعلهُ يستيقظُ من تلك الغيبوبة ويعود من العالمِ الوهمي الذي يحيا فيه ظانًا بأنه يستحق تلك المكانة التي يضع نفسهُ داخلها بكُل سذاجة.
أجمل ما يجب ذكرهُ أنَّ بعض التفاصيل الأنيقة كالتواضُع مرتبطة بالفطرة وبالأساس الذي نشأ عبرهُ الشخص فلا يتمُ تعليمها ولا بذل الجُهد لتطبيقِها على أرضِ الواقع وأنما تخرُجُ من حامِلِها تلقائيًا بسيطة غير مقصودة مع التنويه بأنَّ المُتواضعين يمتلكونَ أحيانًا ما يستدعي الغُرور لكنهم لا يُتقنونَه بينما يفتقدُ المغرورون ما يستوجِب الغرور ولكنهم يعيشونهُ.
وعلى صعيد المُحاولات الشخصية التي بإمكان الفرد القيام بها سعيًا للتوازنِ في العلاقات يظلُ الأمر الأبرز هو أن لا يصل الشخص إلى مرحلةِ الرضى التام بما يفعل أو يُقَدِّم فهذا الرضى يُؤدي دومًا إلى الخُمول والارتكاز على أساسٍ مهما كان متينًا فلن يكفي للمزيدِ من التقدُم والتطوُر، وعليهِ فإنَّ الرضى أحد أشكال الغُرور التي تُسقِط حاملها في متاهاتٍ مُضَلِلة، لذا يبقى البحثُ عن الإبداعِ هو الوسيلة الأنجع للتميُز المُقترِن برَجاحةِ العقل والثِّقةِ بالنَّفس ضمن حُدودِها المَنطقية.








طباعة
  • المشاهدات: 1273
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم