24-10-2020 10:56 AM
بقلم : تيسير الملاجي
صويلح، الجامعه، المستشفى، الجسر، المول ...الخ
كلها مسميات لمحطات تحميل وتنزيل الركاب ومابينهما نزولاً وصعوداً ومروراً داخل ممرات الباصات الضيقة ومقاعدها الصغيرة واخلاق بعض ركابها المعدومه.
نسبة التلامس الجسدي اللامباشر الواقعة في وسائل النقل تدعو للغثيان والتقيئ والإشمئزاز.
لا أتحدث عن التحرش والملامسة المقصودة والمفتعلة ،فذلك جرم يستوجب الجلد والسجن وإعادة التأهيل لعقول قذرة ،ترى الأنثى لعبة إثارة جنسية لأجساد زانية لا اخلاقيه.
أجساد اعتادت السرقة والنهب والإستيلاء.
أجساد اعتادت الجشع والنهم والتخمة، فأضحت جائعة ،ثائرة ،متمردة ،غير قادرة على ضبط النفس والشهوة الجسدية.
أجساد لم تبلغها وتعلمها عقولها العفنة ،المتخمرة، أن للأجساد حرمة، وللنفس حرمة، و للرجولة حرمة أيضاً تقع من صاحبها كلما تجرأ على التفكير في ٱنتهاك حرمة غيره .
نحن جميعا نتفق اننا ضد هذه الظاهرة، وايضاً لسنا مع توصيف أحادي الجانب يبرئ المرأة من هذا السلوك المستهجن، فالانوثة ايضاً سقطت بين أزقة الشوارع بمسمى الموضة والعطور الجنسية، وهناك مراهقين و رجال مرضى لا اراديين يقفون مقابل إيحاءات جنسية قبيحة مباشرة وغير مباشرة.
أنا لا أتحدث عن ذلك الأن.
إن ما يدعو للإشمئزاز والتقيئ والغثيان هو ذلك التلامس الاإرادي الذي يحدث داخل حدود باصات النقل رغماً عن الجميع دون قصد.
ذلك الإحتكاك الامهرب منه ،ذلك الممر الضيق الذي يشهد على آلاف الإختراقات والتجاوزات الاأخلاقية ،والادينية صباحاً و مساءً.
تلك التجاوزات ،أهون على الرجل الشرقي الغيور على دينه أن يُضرب بمخيط من نار على أن يقع فريسة بين أضراس تلك الممرات الضيقه والمقاعد الصغيرة فتقع منه مروءته ورجولته دون قصد ولا نية.
ذلك الممر الضيق الذي يجعل الانثى تنتهك حرمة جسدها طوعاً واستهتاراً ، غصباً وعنوة.
ذلك الممر الذي تعبره الأنثى وسط الزحام والأكوام البشرية المكدسة ،فتزاحم وتعانق كل من مرت بجانبه ،وتلامس كل من وراءها وأمامها.
عناق ولمس ليس محرم بقانون المواصلات ،عناق بالأكراه لكنه قانوني حسب نصوص مواد دستور النقل العام.
تجلس الأنثى جانباً في ذلك الممر حتى تتفادى الفاحشة قبل أن تحصل، فتجد نفسها تشاهد أجسادا تنصهر بأخرى.
أجساد بريئة تنتهكها أجساد خبيثة او ربما بريئة لكنه قانون المحاولة للوصول للعمل او اللحاق بالمحاضرة بدون تأخير .
وكر دعارة هو ذلك الممر.
وأخلاق انحدرت من كلا الجنسين يستغلون ذلك الممر الضيق والكراسي المتلاصقه.
تيسير الملاجي