24-10-2020 10:58 AM
بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
النبيّ محمد - صلّى اللّه عليه وسلم -، هو نبيّ الرّحمة والشّفاعة، المبعوث رحمة للعالمين، الصادق الأمين، كامل الأخلاق، عظيم الأوصاف، الذي دعانا أن نُحسِن للآخرين وللخلق أجمعين.
يقول اللّه - عزّ وجلّ- ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء الآية "107".
ويقول اللّه - عزّ وجلّ - ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم الآية "4".
وفي الحديث النبوي الشّريف عن الصحابي الجليل أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول اللّه ـ صلى الله عليه و سلم ـ: ( إنّما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ).
وكذلك فقد قال رسولنا الحبيب المحبوب عظيم القدر رفيع الجاه - صلّى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: ( إنّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه).
و عن أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّهم قالوا : يا رسول اللّه ، أخبرنا عن نفسك. فقال صلى الله عليه وسلّم ( دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام )، عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أتمّ الصلوات وأفضل التسليم.
حيث دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام الله عزّ وجلّ فقال كما في سورة البقرة الآية "129" (رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ).
فإن أردنا التوفيق والفلاح فعلينا بتعلم القرآن وآياته، وفهم معانيه الصحيحة القويمة، التي تربينا التربية الصالحة، وتعيننا على الأخلاق الفاضلة، وتجعل الحكمة تزيّن قلوبنا وحياتنا ومعاملاتنا.
ربما العديد منّا وأنا أولكم لديه أخطاء كثيرة، إلّا أنّنا نسأل اللّه العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق دعانا لنكون أحساً النّاس أخلاقاً وصدقاً وتعاملاً حتى مع من أساء لنا، فالدعوة إلى اللّه تكون بالحكمة والبيان، وجميل الأقوال، وصدق الأفعال.
فليبدأ كلّ شخص فينا بنفسه، ولينصر النبيّ صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وتطبيق نهجه في العبادات والمعاملات بصدق التعامل وحسن الجوار مع الناس أجمعين.
و لنتذكر أن معيار التفاضل عند اللّه عزّ وجلّ إنما بالتقوى ونفع الناس.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ".
ولنتذكر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم للناس ممّن ألحقوا به الأذى في العديد من المواقف التي أدعوكم للاطلاع عليها في السيرة النبوية الشريفة يوم زيارته للطائف لدعوة أهلها، ويوم فتح مكة عندما كان قوياً منتصراً وغيرهما.
نسأل اللّه أن ينفعنا وينفع بنا، وأن يستعملنا بطاعته، وأن يوفقنا لنفع الناس أجمعين، والحمدللّه ربّ العالمين.