25-10-2020 09:12 AM
بقلم : سالم المحادين
* كتاباتُك رائعة لماذا لا تُوثِّقها ؟
_ أشعرُ بالتَّشَتُتِ كُلَّما حاولت !
* ولِمَ الشَّتات ؟
_ لا أعلم : هُناك وخزةٌ تُغلِّفُ رغبتي الضَّعيفة أساسًا في هذا الشَّأن !
* يبدو أنكَ بحاجةٍ للثِّقةِ في نفسك !
_ لا أعتقد ولو كانت ثقة لاكتسَبتُها منذُ زمنٍ بعيد فأنا الآن في الأربعين سنًا !
* وما شأن السِّن في الأمر ؟
_ شأنهُ أنّهُ قد مرَّ منهُ ما يكفي لمنحي الثِّقةَ اللازمة والكافية بالنفس !
* إذًا فماذا تَنتظِر ؟
_ أنتظرُ زوالَ هذه الغَصَّة التي تُرافقُ يقيني بِلزومِ الخوضِ في عالم الثَّقافة !
* هل لكَ أن تُخبرني عنها ؟
_ لو أخبرتُكَ ستتوه في عالمِ تفكيري الذي أجزمُ بعدم منطقيتهِ أحيانًا !
* هلا أضَعتَني مَعَك ؟
_ يا صديقي، في داخلي قناعةٌ مفادُها بأننا الآن في زمنِ اللاجدوى وأعني بذلكَ إلحاحُ نفسي عليَّ بلُزوم الاعتراف بأنَّ هذه الأمور كمالياتٌ لا ولم ولن تُسمِن وتُغني من جوع !
* وما الذي ستجلبهُ الكتابةُ لكَ من ضررٍ لو فَعَلت ؟ وما هي الأساسيات التي تظُن بأنّكَ ستُضحي بها لأجلِ الكتابةِ والنَّشر ؟
_ هُنا تضطرني لاستخلاصِ الإجابةِ من أعماقي إذ تحوي الفكرةَ الأسمى التي أدافعُ عنها بشراسةٍ، وهي أنني أرى في النَّشرِ ترفًا سيبدو مُنتَقدًا ما لم يسبقْه اكتمالًا لأساسياتِ الحياةِ الكريمةِ، وهُنا أظُنُّكَ تُوافِقُني الرأيَ بأنّ الحياةَ الكريمة في ظلِّ الظُروفِ المُتاحةِ تستوجبُِ عُهرًا لا يملكهُ جنوبيٌّ كركيٌّ ما زالَ في هذا السِّنِ المُتأخرِ يبحثُ في عينيِّ طفلتهِ الرضيعةِ عن رضًا بهذه الحبة من الشُّوكولاتة أكثر من رضاها مثلًا عن تلك ! وهذا بعض ما في مُخَيِّلتي السَّاذجةِ فهل أُكمل ؟
* أكتفي بهذا القدر فلقد أرهَقتَني كما وَعَدت !
_ يا صديقي : للإرهاقِ بقية !