26-10-2020 11:55 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لا اتكلم عن برنامج قد وصل الى اوروبا عبر الأثير وعبر وسائل التواصل الاعلامية العربية واصبحت سلسلة حلقاته موضع بحث واهتمام عند كثير من الصحافة السياسية الاوروبيه،صاحبة الرأي في الغث من السمين ، وفيما يصلُح او لا يصلُح او يُسمح او لا يُسمح به عند العرب ، مِن وُجهَةِ نظرهم.
ولا اصلح ان اكون مُسَوِّقاً لبرنامج عربي ظَهرَ وفَرَصََ نفسه على العرب هناك في الخليج حاملا معه نهجاً لم يكن مسموحًا ولا مسبوقاً، هذا النهج المفاجئ الذي ربما يكون اقرب للصدمة ، جعل الشباب في الخليج العربي الذين ربما لم تكن البرامج السياسية مدرجة ضمن أولويات مشاهداتهم، ولا وقت مخصص لها على الاطلاق عندهم، هذا البرنامج جعل احدهم يقول وبصوت مسموع ملأ الجزيرة العربية ، اصبحتُ مُدمناً على سماع محتوي هذا البرنامج ، اريد سماعه في السيارة ، واريد سماعه في العمل ان استطعت ، واريد مشاهدته على شاشة التلفاز في البيت بلا توقف.
فالكلام هنا هو عن نهج جديد في الحديث عن قضايا الامة ومصارحتها ، والخلل عند عموم العرب ، وأعتقد جازماً ، هو في النهج .
مُقلِقٌ لاوروبا هذا النهج المتمثل في هذا البرنامج العربي الخليجي تحديداً، فقد استثار واستفزَّ المُتابع السياسي الغربي المعني بالشأن العربي وعَبَّر عن هذا الاستياء بردود وتعليقات واستيضاحات ، لان هذا النهج خطرٌ يجب احتوائه قبل ان يُصبح حالة عربية غير مسموح بها على الاطلاق.
مفكرٌ واعلاميٌ وحاضنة سياسيه ، جعلت من الشباب الخليجي الذي بمعظمه لم يشهد الاحداث الجسام والتي نتائجها قد غَيَّرَت المنطقة بِرُمتها والتي يعيش العرب بعمومهم تداعياتها الآن ، والتي ابضا غَيَّرت المشهد السياسي العالمي بأكمله ، اسئلة اصبحت تُطرح مِن قِبَلِ هؤلاء الشباب وباتت دائرتها تتسع ، هذا نموذج يحاكي الاعلام الغربي الحُر الى درجة كبيرة جدأ .
عندما تكتمل عناصر النماذج المؤهِلَة لعملية تغيير ايجابية اشبه ما تكون بالنهضة ، ألا يجدر اتباع هذا النهج والسير معه وبه والبناء عليه!!
مفكر عربي يَشهد له فكره وتاريخه الطويل ، واعلامي عربي اصبح وبسرعة البرق نموذجاً يُحتذى واصبح وبلا مقدمات في المُقَدمة مع النخبة من الإعلاميين العرب الذين لهم كامل الاحترام والذين أمضوا سنين طويلة في هذا العمل الشاق حتى اصبح لهؤلاء قلمٌ وكلمةُ تأخذ في المجتمعات العربية مداها ولا يُستَخَفُ ابداً بصداها ، لقد اختزل هذا الإعلامي المبدع الراقي في برنامج واحد كل قدرات المُحاور الهادفه والإبداع في عمق وجدية ورصانة اختيار الأسئلة التي بها كامل المضمون المطلوب ايضاحه بصورته الجلية بلا مواربات ، وقدمها بصورة تَجَسَّدَ فيها احترام المُشاهد والشارع الخليجي بكل اطيافه بل والعربي أيضاً بِمَشهدٍ يُنبئكَ به تجليات المفكر الذي هو محور وعقل وقلب هذا الفكر الذي ربما اقول انه قد حُجِبَ عن الشارع العربي هو وكثير من المفكرين المبدعين أمثاله ، ذوو الرؤى البعيدة النظر والعميقة والمنسجمة مع الواقع العربي بكامل سلبياته وايجابياته ، والذين كان الشارع العربي وما زال بأمسِّ الحاجة لهم في اصعب ظروف يمر بها العرب.
خلاصة القول ، هل يكون العرب ايضا مساعدين للغرب في إحباط وطمس واغلاق نواقذ الأمل المؤدية إلى آفاق جديدة قد يكون هذا البرنامج بما حمله من نهج جديد هي الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح ؟
واقصد هنا الإعلام العربي النزيه ! .