حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2071

ميراث بلا جاه أو ذهب

ميراث بلا جاه أو ذهب

ميراث بلا جاه أو ذهب

30-10-2020 12:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : لمى أبو لطيفة
ورثَ اخوتي عن أبي "الفن" .. والوسامة

دائمًا كنتُ أغبطهم لامتلاكهم هذا الكنز العظيم
لم يترك أبي لنا ثراءً ماديًا يذكر،
ولا كمًا كبيرًا من الذكريات الدافئة التي لطالما
تمنيتها وافتقدتها!
ولم يكن يعرف كيف يفتح ذراعيه محتضنًا أحد منّا
كان قاسيًا بحكم تجنيده في الجيش العربي قبل انتقاله
إلى ألمانيا وعاد رجلًا مختلفًا تمامًا وغير قادر على ترك ذكرى جميلة - بيني وبينه على الأقل-
لكنه علّمنا كيف نحتضن الناس بالضحكات والبشاشة
وكيف لا ننطقُ كلمة "لا" في وجه أحدهم حين يجيء طالبًا
لمعروف أو حاجة ورثنا عنه الكرم والشهامة ، كان مغامرًا من الطراز المخيف الذي لا يهابُ شيئًا البتة..
رجل بسمارٍ جذاب وعينان تتوقدان حماسًا ودهاء
لم يكن رجلًا سهلًا أبدًا!
والذي يعرف أبي يعرف أنه "مغوار"، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كانت الأدوات لينةً بين يديه تطاوعه في الفنون اليدوية على اختلافها من رسم ونحت وغيرها،
يومًا بعد يوَم صرت أغار من "ثائر"
هو أخي الذي لم يعرف أباه كثيرًا لكنه يتقن كل فنونه
وأنا لا يطاوعني قلم حبر جاف في خطّ حروف اسمي وكتابتها حتى!
يُتقن "ثائر" رسم البورتريهات والشخصيات الكرتونية
أكثر من أي شخص آخر في بيتنا هذا ما يجعل صورته في مخيلتي دائما تكون وكأنه يجلس على عرش ملكيّ في سماء خامسة اَو سادسة ربما!

قبل أياَم..
باغتتني رسالة من امرأة تعرف أبي حق المعرفة
هي خالته التي تصغره بأعوام..
وبلا سابق انذار، أخبرتني أنها تملك دفترًا صغيرًا لأبي
وفيه جانبه الرقيق الليّن الذي نادرًا ماكان قادرًا على اظهاره وإني والله أعلم قد ورثتُ منه مطاوعة المجازات
و الكنايات لي ولقلبي، انشرح صدري حينها شعرت ُ وكأن أحدهم ألقى تعويذة سحرية لفكّ رصَدٍ عن كنز مدفون
منذ سنوات كُثر..
كنتُ مؤمنة أن أبي رجلًا طيبًا مهما أظهر عكس ذلك،
وأنه وبلا شك ثمّة ظروف مرت به لا أعلمها أنا،!
أستطيع الآن أن أتباهى أمام اخوتي والكون كله
أنّ أبي "وبكل فخر"..
قد أورثني ما لم يستطع قارون أن يورثه لأحد من بعده
وأني قد ملكت ما يُضاهي مُلك سليمان وأكثر وإني يا ثائر
قد تُرك لي عرشًا ألمع وأرفع من عرشك وعرش بلقيس بألف مرة، وأنك ورغم هذا ياأخي وحبيبي الأوحد
"ستظل تعلوني وتعلو عليّ" ..!








طباعة
  • المشاهدات: 2071
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم