01-11-2020 05:13 PM
بقلم : علي الشريف
حين كلف جلالة الملك دولة الدكتور بشر الخصاونه برئاسة الحكومة جاء اغلب الحديث والارشادات الملكية والاوامر في كتاب التكليف السامي حول صحة المواطن والوضع الصحي العام في الاردن.
وافرد جلالة الملك في كتاب التكليف حيزا كبيرا لهذا الامر مما يفهم ان الحكومة هي حكومة معنية بتطوير القطاع الصحي والحد من انتشار الوباء .
بعد ما يقارب او يزيد عن شهر من مباشرة الحكومة لعملها لم نرى اي تطبيق فعلي او عملي لما جاء في كتاب التكليف وما نراه الان زيادة مذهلة ومرعبة في عدد الاصابات وارتفاع جنوني في عدد الوفيات ولا حياة لمن تنادي.
ما نراه هو حديث انشائي فقط لاغير يكتب على الورق دون تطبيق على ارض الواقع فكل اوامر الدفاع التي صدرت لا تطبق الا على الغلابى الذين سقطت منهم الكمامة سهوا بينما لا نسمع من الحكومة الا حث الناس على التباعد والالتزام.
وما ورد في كتاب التكليف السامي يطبق عكسه تماما فالنظام الصحي على وشك السقوط وكل شغل الحكومة اما تصريحات او البس كمامة وانتخابات وتخفيض سعر المحروقات تعريفة. .
ما نراه نحن لا تراه الحكومة ولا تريد ان تراه فهي مهتمة بمخالفة شخص دخل الى احد المحلات لم يلبس الكمامة بينما الذي نراه يكاد يذهب بنا الى القبور من تجمعات انتخابية ومقرات وقبلات وعبط وبوس وكان مقولة الانسان اغلى ما نملك قد سقطت عند الحكومة واستبدلت بالانتخابات اغلى ما نملك .
انا لا اعرف لماذا الاصرار على اجراء انتخابات في ظل وبائي كاسر رغم التحذيرات الكثيرة من الاستمرار بهذه المغامرة المجنونة ولا ادري ان كان مجلس النواب منذ الاساس ذو فائدة على الدولة غير انه ديكور سيء لا يسر الناظرين .
للأمانة ما نراه من الحكومة ووزارة الصحة ولجنة الاوبئة هو تسابق على الفضائيات واطلاق التصريحات الصحفية وكل تصريح يخالف الاخر وارباك المشهد الصحي بأكمله والتحذيرات والتباكي على الاطباء والممرضين دون اي فعل يحميهم .
واما المصيبة فهي الحديث عن الاغلاق الشامل بعد الانتخابات بمعنى لو يموت الشعب كله مش سائلين انتخاباتنا اهم من حياتكم ..فالانتخابات اغلى ما نملك .
التراجع عن الخطأ فضيلة تسجل للحكومة والانتخابات البرلمانية ليست مقدسة والعمل على التأجيل او الالغاء هو المطلب الاساسي في هذه المرحلة وهو الذي سيغلق ماسورة الكورونا التي كسرت وفاضت في الانتخابات الداخلية والمقرات الانتخابية وستغرقنا جميعا لو استكملت الانتخابات .
همسة اخيرة : المرشح الذي يدعوا المئات والالاف لمقر انتخابي دون مراعاة الواقع الصحي هل هذا يمكن ان يكون نائبا يشرع نظاما صحيا ..او يحمي بلد اذا كان هو العنصر الرئيس المساعد في تدفق الوباء ..
والحكومة التي تغض الطرف والنظر عن هذه المهازل هل هي حكومة جاءت لتعالج وضع وبائي ينتشر بسرعه الصاروخ وتطبق ما ورد في كتاب التكليف السامي .
حياة الانسان وصحته اهم من كل الشعارات ومن كل الرؤوس المربعة التي نراها ..يعني شو بدو يعمل نائب كل شغله ومخه محصور بالصرف الصحي .