03-11-2020 11:45 AM
بقلم : الدكتور رافع البطاينه
يمر الأردن هذه الأيام بتحديات صعبة تتطلب منا الوقوف إلى جانب وطننا وأن نفزع له فزعة الرجال، لا ان نتلاوم، وأن نصاب بالإحباط والتشاؤم، لدينا ثلاثة ملفات علينا مواجهتها بكل شجاعة وإقدام وان نتجاوزها بنجاح، فما الضير أن ننجح في مواجهة أزمة كورونا، وبنفس الوقت أن نذهب إلى صناديق الإقتراع ضمن بروتوكول الإلتزام بالشروط الصحية وننتخب ممثلينا في البرلمان، واتباع شروط الوقاية الشخصية خلال وجودنا في الأسواق، لماذا التحريض على الإنتخابات بالدعوة للمقاطعة، ما هي الجدوى الإيجابية من مقاطعة الانتخابات، وعرقلة إنجاح الاستحقاق الدستوري بحجة الخوف من تزايد الإصابات وتفشي الوباء، الدولة تكون قوية عندما يكون شعبها قوي، والدولة تكون ضعيفة عندما يكون شعبها ضعيف، ولا أعتقد أن الشعب الأردني من هذا النوع، الشعب الأردني دائما على قدر التحدي، وتجاوزنا العديد من التحديات والصعاب على مر السنوات السابقة، منذ إمارة شرق الأردن، الدولة لا تتعطل مصالحها ولا تتوقف عن الوفاء بالتزاماتها لمجرد أزمة عابرة تجتاح كل دول العالم.
كلنا يعلم أن البرلمان صلاحياته الدستورية تتمثل وتقتصر على الرقابة والتشريع، بعد سحب ملف الخدمات وتحويله إلى مجالس المحافظات ضمن قانون اللامركزية، وجاحد من ينكر على النواب انجازاتهم الرقابية والتشريعية منذ استئناف الحياة النيابية في عام ١٩٨٩، فقد تم إقرار مئات القوانين، وعشرات الآلاف من الأسئلة والإستجوابات، وحل العديد من القضايا الحقوقية والمالية والخلافية والخدماتية التي كانت تحدث بين الحكومة والمواطنين والموظفين جماعات أو فرادى أو ضمن نقابات او مؤسسات، وإن كانت لا تلبي الطموح أو على مستوى طموحنا، ويعود هذا السبب إلى تشتت النواب تحت القبة إلى آراء فردية وليست منظمة بشكل جماعي على مستوى أحزاب او تكتلات فكرية، ليشكلوا قوة ضغط على الحكومة، وهذا انعكاس لبعض إفرازاتنا من النواب الذين يمثلون مصالحهم الشخصية، أو لا يملكون القدرة الفكرية او الثقافة السياسية لحسن التمثيل في مجلس النواب، بحيث يمارسون صلاحياتهم الدستورية والقانونية تحت القبة بشكل قوي وسليم. ولذلك لا يجوز أن يبقى البرلمان معطل وهو ركن أساسي ورئيسي في المنظومة الديمقراطية، وعليه فإن الوطن أحوج ما يكون بحاجة ماسة إلى الوقوف بجانبه وليس خلفه ونكون سندا وعزوة لقائدنا وسيدنا الشجاع المتفائل دوما بكل همة وعزيمة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه في كنف رعايته. حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.