حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,15 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1422

هل هناك تدخل بريطاني في الانتخابات الأمريكية؟

هل هناك تدخل بريطاني في الانتخابات الأمريكية؟

هل هناك تدخل بريطاني في الانتخابات الأمريكية؟

03-11-2020 03:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : داود عمر داود
السياسي الانجليزي المتطرف (نايجل فرج) يتدخل مجددا لصالح ترامب (نايجل فرج)، سياسي بريطاني، يميني شعبوي متطرف، يقال أنه من أصول عربية جزائرية، تدخل في انتخابات 2016 لصالح دونالد ترامب، وأمضى شهوراً طويلة في أمريكا، ضمن حملته الانتخابية. وقيل، في حينه، ان فرج كان عنصراً فاعلاً في فوز ترامب، ووصوله إلى البيت الأبيض، حيث أسدى نصيحة كبرى إلى حملة ترامب بأن تركز جهودها على استقطاب الناخبين من الذين لم يصوتوا من قبل، في الأرياف والمناطق النائية، بعيداً عن المدن الكبرى والتجمعات السكانية. وقد نجحت الفكرة الجديدة، وحصل ترامب على أصوات أُناس لم يصوتوا في حياتهم وفاز.

الترويج لحرب أهلية
(نايجل فرج) كان رئيساً لحزب الاستقلال في بلاده، وكان أحد الفاعلين في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وها هو يعاود الظهور مجدداً على الساحة السياسية الأمريكية، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، ليس لتوجيه حملة ترامب، بل ليروج لحرب أهلية، يتخوف الأمريكيون من وقوعها. وهو دور أشد خطورة من إدارة حملة انتخابية لمرشح رئاسي. وهكذا يتدخل هذا السياسي الانجليزي الماكر في السياسة الداخلية الأمريكية، بشكل سافر علني مكشوف، وهو أمر غير مسبوق، قبل دخول ترامب إلى حلبة السياسة. وما أكثر الأطراف الخارجية المتدخلة في الانتخابات في عهد ترامب، من روسيا، إلى الصين، إلى ايران، إلى انجلترا، إلى دول اخرى، كلها تتمنى اليوم الذي تتفجر فيه الولايات المتحدة الأمريكية من الداخل.

تأجيج المشاعر
فقد ظهر (نايجل فرج) في شوارع واشنطن بفيديو، مشغول بطريقة احترافية، يشير فيه إلى أن بعض المحلات التجارية، في العاصمة الأمريكية، قد أغلقت أبوابها بالواح من الخشب، حتى لا تتعرض للنهب والسلب لو خرجت مظاهرات تعترض على فوز ترامب. وهنا يبدو المكر واضحاً في كلام (نايجل فرج). فالمعروف أن من يكدسون السلاح، ويشكلون المليشيات المسلحة التي تظهر في شوارع المدن، لاشعال حرب داخلية، هم أنصار ترامب من المتطرفين، الذين ألقت السلطات الأمنية الفدرالية القبض على بعض تشكيلاتهم المسلحة، وزجتهم بالسجن.

الحالة البريطانية الأمريكية
والان يجيء (نايجل فرج) ليطرح عكس ما هو سائد، فيقول أن مصدر الخطر على المجتمع هم معارضي ترامب العُزل، وليس من يحملون السلاح، في وضح النهار. ان مجرد قدوم (نايجل) من لندن ليقف متحدثاً في شوارع واشنظن، داساً أنفه ومتدخلا في الشأن السياسي الأمريكي، بقول هذا الكلام، هو تأجيج للمشاعر، وتعميق للخلافات، وزيادة في حدة الانقسام، بين أفراد مجتمع، لا ينقصهم إلا شرارة واحدة، حتى ينقضوا على بعضهم البعض، فينقضي الأمر، وتنتهي المهمة، التي جاء من أجلها.

أحلام الماضي
تدخلات الدول في الشؤون الداخلية لبعضها البعض عادة ما تتم في الخفاء، إلا في الحالة البريطانية – الأمريكية، فها هو السياسي البريطاني (نايجل فرج) يتدخل علناً، وعلى رؤس الأشهاد، فيصب الزيت على النار، ويساند طرفاً ضد طرف. إذ أن بريطانيا لم تنس أن أمريكا كانت إحدى مستعمراتها، في يوم من الأيام، وهي تتمنى أن تعود إليها. كما لم تنس أن صعود أمريكا، بعد الحرب العالمية الثانية، قد جرد الإمبراطورية البريطانية، التي لم تكن الشمس تغيب عن سماءها، جردها من كثير من مستعمراتها، ومناطق نفوذها، وجعل منها قوة ثانية وثالثة في العالم.

ورثة الإمبراطورية
والانجليز لم ينسوا، أيضا، عندما ذهب رئيس وزرائهم، ونستون تشرتشل، إلى الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، مستجدياً إياه أن تدخل أمريكا الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية، التي اجتاحت أوروبا، وكانت تهدد باجتياح الجزر البريطانية. وبعد المداولات وافق روزفلت بشرط واحد، وهو أن تأتي بريطانيا بأساطيلها وقواتها البحرية إلى السواحل الأمريكية، ليتولى الأمريكيون قيادة الحرب بأنفسهم. فما كان من تشرتشل إلا أن رضخ مجبراً، ووافق، ثم وجه قولته المشهورة إلى روزفلت: (والله إني لأعلم أنكم ورثة الإمبراطورية). وهكذا كان.

أما اليوم، فما من شكٍ أن الإنجليز سيستفيدون لو قامت حرب أهلية، وتفككت الولايات المتحدة الأمريكية، وهم جاهزون ليكونوا ربما أحد ورثة الدولة الأولى، فماذا يملكون غير الدهاء والمكر؟ أما بقية الورثة فهم كثر، إذ أن هناك قوى إقليمية كثيرة صاعدة وواعدة، تتطلع وتسعى لأن يكون لها مكان تحت الشمس.








طباعة
  • المشاهدات: 1422
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم