04-11-2020 11:09 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
لا ادري هل هي نهاية العالم ام عالم النهاية فإذا كانت نهاية العالم يعني أننا سنكون على مفترق الجنّة والنار وإذا كانت عالم النهاية فقد يخلق الله عالما جديدا فد لا نكون فيه او قد نكون في قلبه الله أعلم ماذا يكون ؟؟
زاد عدد إصابات الجائحة وقاربت على الخمسون مليون مصاب وزاد عدد الموتى على مليون ومائة وخمسون الف شخص وما زال العالم يبحث بلا هدى عن عقار فعّال للقضاء على الوباء ولا زلنا في ضياع لا ندري ما يخبأه القدر من جديد وهل مصيرنا ومصير أبنائنا بات في المجهول ولله درُّ هذا العالم المليئ بالشياطين الآدميّة على شكل حكّاما وأحيانا كثيرة محكومين وكلاهما ظالم لنفسه ولغيره وكلاهم الحكام وبعض المحكومين يرتكبون الخطأ تلو الآخر بحق الاخرين .
كان يُقال ان العالم عبارة عن قرية صغيرة ولكن العالم وكانه فوق قارب واحد تتلاطمه الأمواج وهو بلا رُبّان وهو كذلك بلا شِراع مُحكم يُساعد في توجيهه نحو الإتجاه الصحيح ويسرع في تجنبه المخاطر التي تحيط به من كل الجوانب ولكن بات عند المسلمين وغيرهم ان هناك قوّة إلهيّة تتحكّم في هذا الكون وما عليه من بشر وحيوان ونبات وحجر واجسام دقيقة وغيرها وما يحويه باطنها من حياة وكنوز ومعادن واثار وغيرها فكل ذلك بامر الله الواحد الأحد وبالرغم من وجود شعوبا وافرادا ملحدين وغير مؤمنين بالله الواحد القهّار .
ونحن نرى تغييرات في هذا العالم بعضها إلهيّة طبيعيّة مثل الزلازل (مثل آخر زلزال بأزمير في تركيا ) والبراكين والأعاصير وغيرها من كوارث طبيعيّة وبعضها آدميُّ وبشريُّ مثل الحروب والإستعمار والحدود المصطنعة وسلب المكونات والثروات الطبيعية للدول كما نجد ان دولا تدمّر الطبيعة والبيئة في العالم لمزيد من المكاسب المادية وتنقل الآثار البيئية السلبية لمختلف صقاع الكون محدثين ثقبا في طبقة الأوزون ومسببة لإرتفاع درجة حرارة الكون وما قد ينتج عن ذلك من إنهيارات جليدية وإختفاء لمدن ساحليّة وإختفاء لسلالات نباتية وحيوانبة وغير ذلك من مؤثرات على إستمرار الحياة البشريّة في هذا الكون وكل ما يؤثِر على الطبيعة هو بإرادة الله ولغاية هو أعلم بها جلّ جلاله .
ولكن ما يسبِّبه البشر من حروب وكوارث فهو من طمع الإنسان وحبُّه للتملُّك والسيطرة والأنانيّة وعدم إدراكه للمسؤوليّة المجتمعيّة وهو نتيجة حب الذات وقد يكون وباء الكوفيد - 19 الذي يعاني منه العالم على الكرة الأرضيّة الآن أكبر مثال على قدرة الله تعالى من جهة وعلى حب انانيّة بعض الدول والشعوب من جهة أخرى ومع إيماننا بقدرة الله على تمكين عقول العلماء والأطباء وشركات الأدوية على إيجاد العقار المناسب لهذا الوباء بعد أن إستشرى الوباء وأصاب حوالي خمسون مليون مريض وقتل ما يزيد عن مليون ومائة الف من البشر حتى الان .
وقد خاب ظن من أشاع أو روّج اوصدّق مقولة أن الوباء خدعة بشريّة شيطانيّة فقط بعد أن رأينا بأم أعيننا وبعد أن عانينا لإصابة صديق او قريب أو جار أو فقدنا عزيز او حبيب علينا كان يعيش بيننا وفقدناه بوقت عصيب وبسبب بسيط يتعلّق بإحدى الوظائف الحيويّة وأهمها التنفس حتّى وإن كان المريض يعاني من مرض عضال وتزامنت لحظة منيّته مع نأكيد إصابته بالكورونا وهذا من تاثير الكوفيد – 19 مع تلك الحالة الصحيّة للمريض وهذا يجعلنا نؤمن بقدرة الله تعالى ويؤكد إيماننا بانّ لكل روح ساعة معيّنة تذهب فيها الروح لباريها وقد أصاب الوباء في بلدنا بيوم واحد ما يزيد عن خمسة الاف وثمانمائة مريض .
وقال تعالى { وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها، وما عند اللّه خير وأبقى} صدق الله العظيم .
وفي الحديث الشريف( واللّه ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم ترجع إليه) وقال قتادة: هي متاع متروكة أوشكت - واللّه الذي لا إله إلا هو - أن تضمحل عن أهلها، فخذوا من هذا المتاع طاعة اللّه إن استطعتم ولا قوة إلا اللّه .
ولكن الحديث والإشاعات عن هذا الفيروس وتلك الأقاويل عن مسبباته من قوى خفيّة او خلاف صيني – امريكي او مخطط بيل- غيتس او مخططات صهيونيّة ماسونيّة لعائلات معيّنة كلُّها أحاديث قد لا تكون مدعّمة بثوابت معروفة ولكنّ قدرة الله وعظمته مثبت بالمعجزات وكتابه الكريم القرآن المجيد .
وهكذا جعلتنا الكورونا نحتاربين ما نحن به من أخطار وبين ما تخبئه الأقدار لنا وهل يكتب الله لنا مستقبلا أفضل ام يكتب لنا نهاية اجمل وهل أنا الذي يعبر الثامنة والستون من العمر قد أستطيع فهم ما يدور حولنا وهل بإستطاعتي أن أميِّز الغثّ من السمين وأميِّز الخير من الشر وكيف أميِّز ما بين الإنسان الذي يتقرّب من الله بعمل الخير بينما الإنسان الآخر الذي يبحث عن مال وجاه ومنصب ولو أغضب الله تعالى والعياذ بالله .
احمد محمود سعيد
عمّان – الأردن
2/11/2020