07-11-2020 01:29 PM
سرايا - ايمن العمري - كشفت سرايا معلومات خاصة وصلتها من مصدر مطلع عن عمليات استغلال موتى كورونا، الذين يتوفون نتيجة اصابتهم بالفيروس دون وجود جهات رقابية تمنع ذلك الاستغلال الذي يقع ضحيته ذوو المتوفى والذين بالغالب ممن يعانون من اوضاع اقتصادية صعبة.
وتمثلت تلك المعلومات التي وصلت سرايا بقيام عمّال من جنسية عربية بتغسيل المتوفين، وبالغالب يكون هؤلاء العمّال يتبعون لإحدى الشركات الخاصة، حيث يتقاضى عامل التغسيل لوحده 100 دينار عن كل متوفى، عدا عن العمولة التي يتقاضاها المكتب بدل خدمات تجهيز ونقل المتوفى، أو 100 دينار كيومية للعامل، أي أنه يتقاضى شهرياً 3 آلاف دينار اذا ما افترضنا أنه غسّل متوفى واحد فقط في اليوم، علماً أن الاردن يسجل هذه الأيام 40 - 60 وفاة بكورونا يومياً.
المفارقة ان عملية تغسيل المتوفى المصاب بفيروس كورونا تتم دون اتخاذ أدنى درجات الوقاية من الفيروس، حيث يقوم الشخص الذي يغسّل الميت بتغسيله دون ارتداء الكمامة أو القفازات ويلامس جسده بشكل عادي، كما يتم السماح لذويه بالاقتراب منه و تقبيله لمن يشاء قبل أن يصار نقله الى مثواه الأخير.
لكن المفارقة الأخطر، ان كل تلك العملية تتم بعيداً عن الجهات الرقابية، اذ أنا العلاقة تكون مباشرة بين ذوي المتوفى وبين الجهة التي اتفقوا معها على تغسيل الميت وتكفينه ودفنه.
و للوقوف على تلك المعلومات، قال الدكتور عدنان عبّاس مدير الطب الشرعي لسرايا أن عملية تغسيل متوفي كورونا لا تتم تحت اشراف الطب الشرعي مباشرة، وذلك بعد قرار وزارة الصحة بمعاملة متوفي كورونا كسائر المتوفين.
و اشار عبّاس لسرايا أن جمعية الاطباء الشرعيين الاردنيين نشرت بياناً قالت فيه ان الفيروسات تعيش وتنشط في الخلايا الحية ولا تعيش فيها بعد موتها ، الا لفترات قصيرة لا تتجاوز الساعات، كما ان غسل الجسم بعد الموت بعناية بالماء والصابون وفركه لـ 21 ثانية فقط يكفي ، مبينة انه يمكن استخدام الكحول الطبي في ذلك ، والتخلص من ملابس المتوفى او غسلها بعناية، وفق الجمعية.
وبين أنه منذ أن تفاعل الشارع الاردني مع بيان الجمعية أصدرت وزارة الصحة قراراً بتاريخ 12/10/2020 يقضي بالتعامل مع متوفي كورونا كسائر المتوفين، وبذلك تم سحب صلاحيات الطب الشرعي من الاشراف على متوفيي كورونا.
وقال انه في بادئ الأمر كان الطب الشرعي يشرف على عملية تغسيل المتوفي ونقله و دفنه، وكل ذلك كان يتم بشكل مجاني دون مقابل، حتى أن أمانة عمّان الكبرى كانت تُعفي ذوي المتوفين بكورونا من رسوم القبر، أما اليوم فقد فقد الطب الشعري صلاحياته بذلك بناءً على قرار من وزارة الصحة، مشيراً أن موظفي الطب الشرعي بالنهاية هم موظفي دولة يمتثلون لقرارات وزارة الصحة.
وحول امكانية انتقال فيروس كورونا من جثث المتوفين الى الاحياء، أشار عبّاس انه أصيب بفيروس كورونا ومعظم الطاقم في المركز، متسائلاً كيف انتقل الفيروس اذا إلينا اذا لم يكن معدي؟!.
و أوضح ان هناك فيروسات أخرى تنتقل الى الأحياء من أجساد المتوفين، مثل فيروس الكبد الوبائي، مؤكداًَ انه يعيش في جسد المتوفي لساعات عديدة ويكون معدي، وهو ما ينطبق على فيروس كورونا.
ولم يؤكد عبّاس الأرقام التي تحدثت عن أجرة تغسيل الميت التي تصل الى 100 دينار.