حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,7 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1350

أداءُ المسؤولية بأمانةٍ وإخلاصٍ

أداءُ المسؤولية بأمانةٍ وإخلاصٍ

أداءُ المسؤولية بأمانةٍ وإخلاصٍ

11-11-2020 03:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد نضال عوّاد

أكتبُ هذه الكلمات وأخصُّ فيها كلّ مسؤولٍ في موقعهِ ، أو مرشحٍ يعرضُ نفسَهُ للفوزِ بمقعد تشريعيّ رقابيّ هامّ في مجلس النواب التاسع عشر القادم إن شاء الله، مع اعتقادي أنَّ الجميع مسؤول؛ سواء كان موظفاً أو نائباً أو تاجراً أو صانعاً أو غير ذلك، والذي يختلفُ هو حجم المسؤولية المترتبة على عمله، وأقلُّ مسؤوليةٍ لأيّ إنسان هي مسؤوليته تجاه نفسه أولاً!

إنّ الأمانة خُلُقٌ رفيعٌ من منبعِ الأخلاقِ الحميدة في الشرائع السماوية كافة، فمن يؤدّ حقها فله الجزاء العظيم، ومن يخونها فله الويلُ المبين.

جاءنا فيروس كورونا مطلع العام كزائرٍ لا نعلمُ متى ينهي زيارته لنا، ومع تزايد أعداد الإصابات لا بدّ أن نتفكّر في حياتنا، ماذا قدمنا؟ وماذا أعددنا للمستقبل؟ ونتفكر في هذه الدنيا التي تغيرت قبل وبعد مجيء هذا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة فأصبح الجميع يأخد الحذر منه، ويبتغى سُبل الوقاية لتجنب الإصابة فيه!

فإذا أراد أحدنا الذّهاب لنزهةٍ فإنّهُ يخطط لذلك ليكون له الفرح والسرور، فكيف إذا تذكرنا دائماً أنّ جميع حياتنا نزهةٌ أرضية للوصول إلى المستقبل المعلوم! فإمّا إلى جنّة النعيم حيثُ الثّوابُ المقيم، وإمّا إلا نار السعير أعاذنا اللّه - عزّ وجلّ- منها أجمعين.

إنَّ الحفاظ على المال العام لهُوَ أمانةٌ عظيمة، على كلّ من أولاهُ اللّه مسؤولية صغيرة كانت أم كبيرة، وهيَ رسالةٌ نُطلقها عبر هذا الفضاءِ بأهميةِ أداءِ الحقوقِ لأصحابها قبل فواتِ الأوان، فلا منصبَ باقٍ ولا مالٌ من الحرامِ يدوم، ولا يستمرُّ جاهٌ فيه الكبر والغرور.

فنحنُ مطالبون بأمرٍ من اللّه عزّ وجلّ أن نُعمّر هذهِ الأرض بالخير، فنتعلم ونزرع ونصنع ونتاجر ونبني ونسافر وغيرها من الأمور النافعة، فالعمل عبادة للّه عزّ وجلّ إذا كان نافعاً ويبتغى منه طاعة اللّه والقدرة على العيش بكرامة وأمان.

إلى نفسي والجميع، هذه الحياة قصيرةٌ مهما طالت، وأصبحنا في مواقع التواصل الاجتماعيّ نشاهد الوفايات كلّ يوم بين أحبائنا وأصدقائنا فمع إيماننا المطلق أنّه لن تنتهي حياة أحد من الخلق إلا إذا انتهى الأجل، ولكن مهما طال فإنّ ذلك حقيقة لا هروب منها.

ومن باب الأمانة تجاه أنفسنا فعلينا الاهتمام والحرص على مواجهة هذا الفيروس واتخاذ سُبل الوقاية من التزامٍ بوسائل السلامة العامة كارتداء الكمامة والتباعد الجسديّ والتعقيم المتواصل من باب الأخذِ بالأسباب، إذ نحن مأمورون بذلك وعلينا الحفاظ على أنفسنا وصحتنا وعدم نقل الأذى لأحدٍ من النّاس. والالتزام بالحجر عند اشتباهنا أو تعرضنا لهذه الإصابة شافانا الله وإياكم.

وفي العودة لأهمية أداء الحقوق، فهي إمّا أن تكون معنوية أو مادية، وفي كلتا الحالتين علينا أدائها والمحافظة عليها، فاليوم نستطيع ذلك ولكننا غدا سنكون في حسابٍ إما إلى ثواب أو إلى عقاب!

ولنتفكر خاصّة أنّنا مقبلون على حظرٍ شاملٍ، سنكون فيه في بيوتنا مع أهلنا دون مغادرة، أنّنا في يومٍ من الأيّام سنكون في القبر لوحدنا، فليسأل كلّ واحد فينا سؤالٌ يجيب عليه بنفسه؛ ماذا قدمت فيما مضى؟ فما كان خيراً ونافعاً فليحمداللّه عليه، وما كان شراً وأذىً فليستغفر اللّه ويعيد لكلّ ذي حقٍّ حقّه.

العدالة الاجتماعية هي الأساسُ الذي يجب أن نسير عليه، وهذه أمانة يُسألُ عنها كلُّ مسؤولٍ في موقعه، والصدق في التعامل هو المنبر الذي ننطلقُ منه، والوصول إلى رضا اللّه هو الطريق الذي نبتغي الوصول إليه.

أمّا لكلّ صاحبِ مالٍ، فإنّنا في ظروف ليست باليسيرة، فمن كان عليه زكاة مالٍ فليؤدها بحقٍّ.... ولنتذكر كم غنيّ افتقر، وكم فقير أغناهُ اللّه، فلا تترك ما تستطيع فعله فتصل إلى ما لا تقوى على تحمله وأدائه في يوم من الأيّام!

وفي نظرة بحثية، لو أنّ الأغنياء قاموا بأداء زكاة مالهم فلن يبقى فقير في بلداننا، بل ربما في العالم! فهوَ حلٌّ اقتصاديٌّ فيهِ تحقيق للتنمية المستدامة بأبعادها المتعددة!

نجتهدُ فنكتب، لكن خيرٌ من كلامي كلّه هو ما جاء في كلام اللّه - عزّ وجلّ- ورسولنا المصطفى محمد صلّى اللّه عليه وسلم في الحفاظ على الأمانة، وأدائها بحقها، وما يُرافق ذلك من قيم تدعو للعدالة، والتسامح، والصدق، ومحبة الخير للناس أجمعين، وغيرها من القيم التي ينبغي غرسها في النشئ وأن يداوم عليها الكبير.

فقد جاء في حديث الصحابيّ عدي بن عُمَيْرَةَ رضي اللّه عنه أنّه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلّى اللّه عليه وسلم يَقُول: "مَن اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَل، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ، كَانَ غُلُولا يَأْتِي بِهِ يوْم القِيَامَةِ".

ويقول اللّه - عزّ وجلّ- في سورة البقرة الآية (281) : " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".

النّية الطيبة تجلبُ الخيرَ دائماً، فلنجعل نوايانا دائماً خالصة للّه بأن نكون نافعين لمجتمعنا ووطننا وللنّاس كافّة في كلّ مكان نتواجد فيه، وليكون لنا يقيناً أنّ كلّ أمورنا التي تصيبنا فيها الخير والمنفعة، فلنبحث عن العبرة، ولنتقّ اللّه في أنفسنا وما منّ اللّه علينا من نعمٍ لا تُعدُّ ولا تحصى، وليكون في حديثنا الخير، وفي عملنا الصّلاح والنفع للنّاس، والحمدللّه ربّ العالمين.

وبكلّ تأكيد فإنّ الخير موجود، والأمانة مغروسة في أعماق الكثير ممّن هُم في موقعِ المسؤولية وفي قلوب مجتمعنا الجميل، والمطلوب هو تعميق هذه القيم الجميلة القائمة على التماسك والتكافل والتعاضد والتعاون والتواضع وأداء الحقوق وحفظ العهود.








طباعة
  • المشاهدات: 1350
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم