14-11-2020 02:20 PM
بقلم : الدكتورة ماجدة عودةالله ابو جاموس
وتنفسنا الصعداء ومع ما يعيشه العالم اجمع والاردن ليس بمنأى عن تلك الجائحة التي غدت اكثر قربا من كل واحد منا وحصدت ارواح الكثير حتى غدا الاردن لربما الاول عالميا في اعداد الاصابات ( وهذا مؤشر مقلق للغاية ) ورغم ذلك وفي هذه الظروف الصعبة استطاع الوطن بتكاتف حكومته ومؤسساته وشعبه اجتياز هذا اليوم وهذا الاستحقاق الدستوري ليدخل مرحلة سياسية جديدة ، بعد ان اجريت الانتخابات النيابية ، التي اعدت لها الحكومات المتتالية، والهيئة المستقلة للانتخابات العدة ، وشحذت الهمم وشدت السواعد، وتكاتف الجميع لاخراجها بالصورة التي تليق بالوطن ( ويا ليتها كانت كذلك) حيث كانت بعيدة كل البعد عن النزاهة ، فكثير منا كمواطنيين رأى بام عينيه ما اعتراها من تلوث ( اسفة للتعبير ) وشوائب كنا بغنى عنها لو كانت الاجراءات اكثر صرامة وحكمة من قبل مسؤولينا الذين غضوا البصر عن كثير من التصرفات من قبل معظم المترشيح ( النواب حاليا) وسواعدهم اليمنى من(والبوديجاردز ، واصحاب الاتاوات والخاوات) الذين اعتقدنا ولو لبرهة بان الوطن نفض غباره منهم( شراء للاصوات على مرأى من الجميع وكنا ننتظر ما هية الاجراءات التي سيتم اتخاذها بحق كل اقترف هذا الجرم بحق الوطن والمواطن وهذه انواع مستجدة من التجبر على المواطن ) وشرائه ليستطيع تأمين قوت يومه (وهذه بلطجة ) لكن لا حياة لمن تنادي .
وحتى تكتمل فصول المشهد لدينا وما ان تم اعلان النتائج وما تبعه من اجراءات حظر كان من المفترض ان يكون منذ الساعة 11 مساءا من يوم الانتخابات الثلاثاء 10/11/ ) وحتى صباح يوم الاحد ، الا انه ومع اعلان النتائج فجر الاربعاء ( نبارك للفائزين ) حتى عجت شوارع المملكة بمظاهر احتفالية تعدت ما كنا قد تعودناها في الدورات السابقة ، وقد تناسى الكثيرين ما يعترينا من خوف على الوطن واهلينا وانفسنا في ظل جائحة استلزم الامر معها اتخاذ اجراءات للتخفيف من تبعاتها( ولكن ما كان لم يتوجب ان يكون ...) اسلحة واغلبها اتوماتيكية " ام 16 ، كلاشنكوف وغيرها ...) مظاهر احتفالية ضربت بقانون الدفاع للاسف عرض الحائط .
سؤالي هنا ما حدث (من مظاهر احتفالية ) وما اتخذ في ظلها من اجراءات لم ترق باي حال من الاحوال الى مستو ى الحدث ( رجال امن يحاولون بكل ما اوتوا من قوة ورباطة جاش التعامل مع الحدث الا انه لا حياة لمن تنادي) .
اربعة وعشرون ساعة ربما زادت او نقصت قليلا مرت على تلك الاحداث ومسؤولونا من حكومة واجهزة امنية في سباتهم ينعمون
لتجيئ كلمات جلالته وكانها صاعقة وكانما هي توجيه جديد من لدن جلالته لكبار البلد اصحاب الهندام والمقام الرفيع ليستفيقوا وليهبوا مباشرة في اعقابها هبة رجل واحد ليقوموا بواجبات اقسموا عليها على المصحف الطاهر وبين يدي الوطن وجلالته وقد رسم جلالته لهم في كتاب التكليف السامي خارطة طريق المرحلة التي لم يكونوا على قدرها وفشلوا في اول امتحان ، حيث عاث نواب الشعب ومؤيدوهم الذين تصدروا الموقف بعد ان عاشوا نشوة النصر ووقفوا في الطرقات ومقارهم الانتخابية وجابت سيارات ( فاردات) مؤيديهم ممن كانوا قد (قبضوا عشرينات وخمسينات مقابل الادلاء باصواتهم)جابوا شوارع المملكة غير ابهين باحد وباي شئ حتى عمت الفوضى للاسف المملكة عامة
وتم تداول الكثير الفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي على مرأى من الحكومة التي استفاقت من سباتها على تغريدة من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حيث قال :
"المظاهر المؤسفة التي شهدناها من البعض بعد العملية الانتخابية، خرق واضح للقانون، وتعد على سلامة وصحة المجتمع، ولا تعبر عن الوعي الحقيقي للغالبية العظمى من مواطنينا في جميع محافظات الوطن الغالي. نحن دولة قانون، والقانون يطبق على الجميع ولا استثناء لأحد".
تغريدة اعقبها مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء الذي كان من خلاله يهدد ويلوح باجراءات سيتم اتخاذها بحق كل من كان له يد في هذه المخالفات ثم يطل علينا مدير الامن العام ليلوح هو الاخر بتهديدات ستطال وستتخذ ،وووو
هنا يراودني سؤال ماذا كنتم تنتظرون لتتخذوا اجراءات بحق المهزلة التي حدثت الم تحصلوا على ثقة جلالة الملك لتقوموا بواجباتكم على اكمل وجه ... الم يكن حري بكم ان تخففوا جل الاعباء على جلالته وتقومون بالواجبات التي اوكلت لكم والتي اقسمتم عليها في حضرة الوطن و الملك ، هل انتظرتم ان يتحرك صاحب الجلالة ليضعكم على الطريق للبدء باتخاذ الاجراءات التي طالما اعلنها المسؤولون وخاصة فيما يختص باصحاب الاتاوات والخاوات ، التي كنتم قد اعلنتم كحكومة واجهزة امنية بأن المداهمات قد طالت هؤلاء ، ولكن من هم الذين افسدوا العرس الوطني بشراء الذمم ( اليس هذا او ذاك صاحب اتاوات وخاوات مع الاختلافات في المظهر والاناقة ) و من ثم من هم مطلقوا الرصاص ومنظموا الاحتفالات والبوديجاردات الذين اتكأ نوابنا عليهم ( حتى ان هناك من الجنس الناعم ماجدات الوطن ساهمن في ذلك وغدين صاحبات اتاوات )
واسفاه على وطن غدت عنوان صفحاته فساد ، استهتار، استقواء، لا مسؤولية ، لا انتماء ، مسؤولون همهم انفسهم وكراسيهم ، لا الوطن ، ولا القائد ، ولا حتى الشعب في فكرهم ( غدا وطن فزعات) اذا ما وقعت النائبة شمروا يلملمون اذيال الخيبة .
كان الله في عونك جلالة الملك على هذه النخب التي لا يعتمد عليها .