17-11-2020 01:41 AM
سرايا - تخلو أكثر من 4300 غرفة فندقية من مختلف تصنيفات الفنادق بالعقبة من النزلاء، منذ ما يقارب 9 شهور بسبب جائحة فيروس كورونا، والذي تسبب بشلل شبة كامل للقطاع السياحي في العقبة.
ومع إعلان الحكومة الحظر الشامل وإغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية والبرية للقادمين والمغادرين أرض المملكة بسبب الجائحة في شهر آذار(مارس) الماضي، اغلقت معظم الفنادق أبوابها والغت العديد من حجوزات مجموعات سياحية ومواطنين، ما كبد أصحاب تلك المنشآت خسائر مالية فادحة، دفعتهم لتسريح مئات من العاملين فيها.
وكانت العقبة التي يبلغ عدد الغرف الفندقية فيها 5200 غرفة، قد عاشت السنة الماضية 2019 أفضل مواسمها السياحية على الاطلاق، حيث وصل عدد السياح الذين أموها إلى أكثر من مليون ونصف المليون سائح، وسط طلب متزايد على المنتج السياحي في العقبة وبنسب حجوزات وصلت إلى أكثر من 90 % على مدار العام، إلا ان السنة الحالية مختلفة تماما إذ لا تتعدى نسبة الحجوزات في أفضل أحوالها 30 % جميعها لأردنيين.
وقال رئيس جمعية فنادق العقبة صلاح البيطار، القطاع السياحي تكبد خسائر فادحة جراء الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة وخاصة الحظر الشامل وإغلاق كافة منافذ المملكة سابقا، إضافة إلى حظر يوم الجمعة حاليا والذي اضر بكامل المنشآت السياحية إلى جانب انعدام توافد المواطنين خشية من الإصابة بـ” كورونا” ما أحدث شللاً شبه كامل في عمل القطاع.
واشار البيطار أن إغلاق المنشآت السياحية والمطاعم حرم المئات من العاملين من مصدر رزقهم، لافتا إلى أن حجم الخسائر بلغت بالملايين.
وأكد أن القطاع السياحي يعاني أصلا من ضعف الحركة، جراء تردي الوضع الاقتصادي وانخفاض السيولة النقدية، موضحا أن أصحاب المنشآت السياحية عليهم التزامات للبنوك ومؤسسات الإقراض، وبمثل هذه الإجراءات التي فرضت بسبب "كورونا”، سيصعب عليهم تسديد هذه المستحقات لعدم وجود سيولة نقدية لديهم.
ويشير صاحب مكتب سياحي ايمن حماد، ان هناك أكثر من 1000 مكتب سياحي عامل بالمملكة، يعمل بها ما يقارب 10 آلاف شخص متوقف عن العمل.
وقال الدليل السياحي محمد هلالات، "كان دخلي الشهري يفوق 1500 دينار، وحاليا امكث في المنزل دون أي مصدر دخل، متوقعا ان تكون الأيام القادمة أصعب، حسب معطيات السياحة العالمية، والتي تشير إلى التشدد بالإجراءات الوقائية، وهذا يعني عدم تعافي القطاع السياحي لاجل غير مسمى.
حال محمد كما حال أكثر من 10 آلاف دليل سياحي يعملون في المملكة، والتي اجبرتهم ” كورونا ” قسرياً على الالتزام بالمنزل لتوقف السياحة الخارجية، والتي كانت ترفد خزينة الدولة بـ 7 مليارات دولار سنويا.
"كورونا عطلت الكثير من مظاهر الحياة في جميع المحافظات، سيما السياحية التي تواجه اسوأ انتكاسة لها على الاطلاق”..
هكذا يصف صاحب احدى الفنادق في العقبة اسامه أبو طالب، الذي أكد ان لا وجود حقيقي للقطاع السياحي الذي يسهم في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 15 %، بعد الإجراءات الاحترازية التي عطلت مظاهره.
ويضيف أبو طالب، ان حجوزات فندقه بأحسن أحوالها لا تتجاوز 20 % في كامل أيام الشهر نتيجة حظر يوم الجمعة، مناشدا الحكومة بانقاذ القطاع باعتباره قطاعا خدماتيا، والأكثر تضررا من بين القطاعات الاقتصادية الأخرى، وذلك بسبب الاغلاقات وتقييد حركة السفر ووقف الرحلات السياحية عالميا، مؤكدا ان القطاع تلقى ضربة قاسية لا يمكن استيعابها.
ويرزح القطاع السياحي في العقبة تحت وطأة اغلاق عدد كبير من منشآته، بسبب الإجراءات الاحترازية خاصة حظر يوم الجمعة، والذي قتل حجوزات الفنادق.