بقلم : رهف العلي
في ضوءِ العولمةِ وتحديثات العصرِ المتسارعة ، والثورة التكنولوجية الهائلةِ التي نشهدها اليوم ، وفي ضوءِ ازدياد الحديث في الآونةِ الأخيرة عن ظاهرةِ التسول الإلكتروني ، كانَ لزاماً علينا البحث والإستكشاف في هذهِ القضية المحورية الهامةَ جداً .

ظاهرةُ التسول هي ظاهرةٌ لا وطنَ لها ، فهي منتشرةٌ في كلِ بلدانِ العالم الغنيّةِ والفقيرةِ منها ، ويُقصد بالتسوّل هو طلبُ المالِ من الناسِ عن طريقِ إستجداء العاطفة وإثارتها فيهم ، وما يهمنا في هذا المقامُ نوعٌ جديدٌ برزَ حديثاً وبكثرة ، الا وهو التسولُ عبرَ مواقعِ التواصل الإجتماعي ، أو ما يطلقُ عليه التسولُ الإلكتروني ، فما هو تعريفُ هذا النوعِ المستحدثِ منَ التسول ؟!

التسولُ الإلكتروني : هو نوعٌ مستحدثٌ عن التسولِ التقليدي وذلك عن طريقِ إستخدام وسائلِ تقنيةِ المعلوماتِ الحديثةِ ومنصاتِ التواصل الإجتماعي المختلفة «فيسبوك» ، «إنستغرام» ، «واتساب» ، من خلال إستعطافِ مستخدمي تلك المواقعِ الإجتماعيةِ بهدفِ الحصول على منفعةٍ ماديةٍ أو عينية.

فعندَ تَصفحنا لمواقعِ الشبكةِ العنكبوتيةِ والغوصِ بينَ مواقعها المختلفة ، وخصوصاً مواقعَ التواصلِ الإجتماعي ، نجد جلياً أنّ هناكَ الكثيرَ من حالاتِ التسولِ الإلكتروني الذي يتخذَ العديدَ من الحيلِ البراقةِ للإيقاعِ بالضحايا من مستخدمي تلك المواقعِ وبوسائلٍ عديدةٍ ومتنوعة ، قد لا تخطرَ ببالِ أحدٍ منّا ، عبرَ سردَ وقائعٍ وهميةٍ أو عرضِ تقاريرٍ طبيةٍ «مزيفة» ، ويستخدمونَ ذلك للخداعِ والحيلةِ باستخدامِ أسماءٍ وحساباتٍ وهمية ، والتستر بستارِ الحاجةَ للعلاجِ او لإكمالِ الدراسة ، إدعاءِ الفقرِ والمرضِ والعوزِ ، جمع التبرعات الخ ... .

تُعتبر سهولة الوصولِ الى الالافِ بل الملايينِ من مستخدمي تلكَ المواقع ، وزيادةَ أعدادها سبباً مباشراً في إنتشارِ هذهِ الظاهرةِ ، أضف الى ذلكَ أنّ كثيراً من مستخدمي تلكَ المواقعِ ممن يرغبونَ بتقديمِ المساعدة لا يهمهم مَن خَلفَ تلكَ الاسماءِ والحساباتِ الوهمية ، وأنّ هدفهم الوحيد تقديم المساعدة فحسب.

ولا ننسى في هذا المقامِ إنّ مسرحَ الجريمة لظاهرةِ التسولِ الإلكتروني , قد لا يكونَ داخل حدودَ الدولةِ بل أنّه قد يمتد في احيانٍ كثيرةٍ الى خارجِ حدودَ الوطن (عابرة للحدود) .
وقد يبلغ التسول الإلكتروني ذروتهُ في مواسمٍ معينةٍ , مثلَ المناسباتِ الدينيةِ والإجتماعيةِ ، كشهر رمضان ، موسمُ الحج ، ومثل إنتشارِ الأمراض الفتّاكة والكوارثِ الطبيعيةِ , كانتشارِ فيروس كورونا.

وهنا لا بدَّ من ضرورةِ إتباعِ مستخدمي تلكَ المواقعِ الإلكترونية للنشراتٍ الإرشادية والإستدلاليةِ والنصائحِ التي تصدرُ بين الحينِ والآخر من جهاتِ الدولةِ المختصةِ كوزارة الداخلية / مديرية الأمن العام , وزارة التنمية الإجتماعية. كما علينا القيام بحملات التوعية بمخاطر ظاهرة التسول الإلكتروني ، وأَثرها السلبيّ في المجتمعِ والأفرادِ عِبرَ المحاضراتِ والندوات .