24-11-2020 10:11 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لا يختلف إثنان على ان كل دول العالم تطمح وتسعى لان تكون ذات وزن وتأثير على الخارطة العالمية في كافة النواحي وفي مختلف المجالات ، حتى الدول النامية او التي لم تصل الى هذا المسمى بعد ، تطمع وتطمح ان يكون لها ولو بصمة مهما كانت صفتها او شكلها او قيمتها ، وهذا لا يتعارض مع المنطق او المعقول والمقبول .
ما يحدث في امريكا اليوم على اثر الانتخابات التي جرت هناك هو امر غير مسبوق ، ولو استعرض الناخب الامريكي الاربع سنوات من ولاية ترامب ، بصرف النظر عن دعاية حملة بايدن التي تصف الوضع الاقتصادي والاجتماعي الامريكي بالاسوأ على الاطلاق ، لوجدَ ان امريكا لم تكن منذ نشأتها متفردة بقرارها الذي غَيَّر خرائط العالم بكل ما تحتويه هذه الخرائط من جغرافيا وديموغرافيا وتجارة واقتصاد ، بل وعطلت انظمه وقوانين لم يشهد التاريخ ليس الحديث فحسب لها مثيلا ، وقد قلتُ في مقال لي منذ فترة ان الارض حكمهما منذ نشأتها اربعة ملوك ،
وأن ترامب بعد حكمه " العالم " منفرداً اصبح خامسهم .
لم يجرؤ احد على وضع يدٍ او قدمٍ مع امريكا ليكون مشاركا ولو بكلمةٍ او رأي فيما اتخَذَته من قرارات واملاءات "حتى لو تملقاً "
لأن من جاء بالرئيس الامريكي فوَّضَه بكامل الصلاحية ليفعل ما يشاء دون اعتراض من دول العالم كلها صغيرها وكبيرها .
إن ما شهده الناس جميعاً على سحب المليارات التي أُخِذَت عنوة وتم جَرُّها الى امريكا وعلى اعين الناس وبالعَلَن ، تحت مسميات وعناوين وشرعنة لا يحكمها قانون ،
وإن المصانع التي تم تشغيلها والبطالة التي وصلت الى حدودها الدنيا قبل جائحة كورونا ،
وإن الهيبة والهيمنة التي وصلت اليها امريكا ، فهي تأمر وتنهى تأخذ وتعطي ، تمنع وتسمح ، تُبَرِّئُ وتُجَرِّم ، وتربعت على عرش الكرة الارضية بكامل اركانها بلا ندٍ ولا خصم ،
كل هذا يجعل المراقب للمشهد بمجمله في حيرة من امره على ما جرى في هذه الانتخابات وما افرزته من نتائج حتى الآن ،
وهنا لا بدَّ من الوقوف ولا بدَّ من السؤال !
ماذا يريد الامريكي اكثر من هذا وفوق هذا ؟؟
ليس مفهوماً بعد كل هذا الذي فعله الرئيس واوصل إمريكا الى هذا الذي لم تصله من قبل
بأن يقوم الناخب الامريكي بالبحث عن صندوقِ مرشحٍ غير هذا الرئيس ليضع ورقته الانتخابية فيه ، إلا اذا كان الناخب الامريكي له تطلعات واهداف واحلام وعلوٍ لم تحققه هذه الادارة بعد ، وربما لهذا الناخب من التطلعات والاهداف ما لم تصل اليه افكار وتطلعات غيره من البشر على هذا الكوكب الذي نعيش عليه.
وربما يكون هذا الناخب مُحقاً ، فكما جاء هذا الرئيس وفعل بالعالم ما لم تفعله الاوائل ، وظهر للناس فجأة دون سابق إنذار ،
ربما نرى في قادم الايام تكملةّ للجبروت الامريكي ، أو اشدٌ مما سمعنا من اقوال وما رأينا من افعال لم تكن تخطر على بال .
خلاصة القول ، إن من أتى بهذا الرئيس فجأة ومعه هذه القوة الطاغيه ، هو فقط مَن يستطيع ان يقرر مصيره ،
وربما ان الأمر محسوم وليس بناء على ما احتوته صناديق الاقتراع فحسب ، وأن هذه الايام التي فيها تخمينات وتطمينات ما هي الا تحضيرات سيرى العالم افرازاتها عمًا قريب .
والمؤسف حقاً ان العرب في كل هذا الذي يجري هناك ومهما تكن النتائج ، هم دائماً " الخاسر الوحيد " .
يوسف رجا الرفاعي