28-11-2020 03:59 PM
بقلم : لمى أبو لطيفة
دون أن يفتح هذا العالم فمَهُ مندهشًا مما يسمع
دون أن يُصاب الله بهلعٍ من أن يختلط لديّ مفهوم
الحب بالعبادة!
دون أن أقُدّ ثوب اللغة وهي تحاول الفرار مني لأني استنزفتُها ولأنها ماعادت قادرة على أداء وظيفتها
بتجسيد ما فيّ !
دون أن تخذلني السَّكينة، وأصيرُ كائنًا ملحوظًا بعد ما كنتُ أنعَمُ بكوني خفيّ يستطيع بسلاسةٍ التكوّر والنوم تحت شرفتك؛ طمعًا في أن يهجر البرد عظامي التي هدّها من فِرط
ما نخَرَها!
كيف أحبّك بطريقة توقظ الدهشة والأمل فيّ وفيك!
دون أن أُتَّهمَ بالزنا وأُعاقب بالرّجمِ فقط لأني حاولت لمسك للتأكد من حقيقتك!
دونَ أن أرفع يديّ تحيةً لخصميَ في معركة ما، نتائجها محسومة مسبقًا فقط ليقال أني محاربٌ حرٌ..ونبيل
دون أن أصبر سنواتٍ كثيرة وتُصيّر الدنيا فرحي كلقمة "شحَاذ" لا خيارات أمامه إلا هيّ وحين تمد ذراعها لتُلقمه إياها تسحبها منه فَور وصولها إلى حلقه!
أن أقولها وأنا أحاول التحايل على حروفها الأربعة
بالقلب واللثغ فقط لأظفر بضحكاتك!
دون أن أتظاهر بالوضوح والمشي تحت الشمس وأنا أغلى أمانيَ أن تستر العتمة رعشتنا أثناء تبادلنا للقُبل
وأشياء أخرى أتحفظُ على ذكرها لأن للحُب خصوصيته..
كيف أقول أحبك.. دون أن أن يغضّ "يونس" طرفَهُ عنّا ساخطًا ومتخفيًا في بطن الحوت ومتراخيًا عن واجبه بالشفاعة لنا لذنبٍ ما اقترفناه !
كيف أقولها بطريقة تهزُّ كتف التفرّد لتوقظه مما هو فيه
من زيفٍ وبرودٍ وجشَع!
لتنفض عني وعنك ثقل الماضي وتفتح لنا دربًا لا نعرف فيه إلاّنا.. بلا أوراقنا الثبوتية ولا أصل ولا فصل ولا حسبٍ
ولا نسبٍ!
كيف أقول "أحبّك" بمكان ضيّق كالعالم رغم كل ماتحمله الكلمة من معنى وشعور واتّساع!
أقَول أحبّك دون أن تُدمي هذه الكلمة قلبينا
دون أن نلهثَ تعبًا، ودون أن - بعد كل هذا- نستطيع
تلّحُف الحُبّ و الشبق وندفأ ونستريح،!