02-12-2020 09:09 AM
بقلم : كامل النصيرات
تعلم إنني لم أُهنِّئك عندما تمّ تعيينك وزيراً للزراعة رغم صداقتي بك ومعرفتي بحماسك وثقافتك وحرصك على العطاء؛ ورغم علمي أيضاً بأنك أهلٌ لكلّ مكان ومكانة تكون فيهما. ولكنّ خوفي عليك في هذه اللجّة وخوفي على تحميلك تراكماتٍ لا دخل لك فيها جعلاني اكتفي بمراقبة ما يدور لعلّ بصيص أمل يخرج من وزارتك وأنت صانع للأمل حيث حللت.
أعلم أنك تعلم ما أعلم وزيادة يا "أبا عمر". أعلم أنك لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً كي تكون عند الثقة ؛ ولكنّ الحمل ثقيل يا صديقي. والمزارعون الذين رأيتهم بأُمّ عيني "يكبّون" بضاعتهم غير المزجاة وينتحرون على نار انتظار الحلول الحاسمة لا يعرفون سوى أنهم يعيشون انتكاسة زراعتهم وما يلحق بها من تبعات..!
أعلم أنك تألم كما يألمون؛ والفرق يا صديقي أنّ ما يترتّب على انتكاستهم خطير ويهدّد مستقبلهم وتفاصيلهم اليوميّة؛ وأنت الذي ما تركتَ ثغراً في أرض الأردن إلاّ وأقمتَ عليه طموحك وأحلامك الناضجة.
المزارعون يتهاوون حقّاً. وبحاجة إلى حلول سريعة وناجعة وذات رؤية بعيدة تكون الاستراتيجيّة فيها واضحة و الصبر والانتظار الآن هما من أسلحة دمار الزراعة الشامل. المزارع يريد حلاًّ يُرى بالعين المجرّدة ويلمسه بيديه الخشنتين اللتين يضعهما على وجهه ليخفي دموعه عن عياله ليلاً.
أنت تعلم أن المزارعين وأقصد الصغار بالذات منهم كمن يمشي على حبل السيرك ولكنّ مشيهم إجباري؛ فإن لم تساعدوهم بالوصول إلى آخر الحبل فيتساقطون تباعاً لفقدان التوازن.
حلولَكَ الناجعة صديقي؛ رؤياك الثاقبة مع أوامرك الصارمة أبا عمر. الغوثَ الغوث.