03-12-2020 10:51 AM
بقلم : غدير صالح
حلمت أن أصبح أحد طلابك، وأن أبذل قصارى جهدي للوصول إليك، وبفضل الله الحلم تحقق ووصلت إليك بعد عناء المسيرة، فهذا بفضل الله ثم دعوات أمي الحنون، لا زلت أتذكر كيف اتجهت خطواتي إليك، نعم دخلت الجامعة، واتجهت إلى تخصص لطالما كنت أحلم به، فوجدت تلك الفرحة في أعين الوالدين عند نزول اسمي مِن ضمن طالباتها المقبولات، يا لها مـن فرحة عظيمه يعجز اللسان عن وصف تلك اللحظات.
طلاب الجامعة الاردنية لهم رونقٌ خاص ربما اكتسبوه من عبق المكان وتاريخية الزمان الذي يحاكي نبضات القلوب المُتضورة شوقاً لسحرٍ مُختلف، الأردنية التي تعلم طلابها كيفية الأخوة مع ضيوفها من شتى بقاع العالم.
جامعتي قصه لا تروى ولا توصف، خليط من الأحداث واللحظات والمناسبات، ساعات مرت ولحظات سرقت تمر الأيام تتلو الأيام وتمر اللحظات بسرعة كالبرق، مرت سنوات الجامعة كلمح البصر وأصبحت السنة الثالثة أصحو كل يوم باكرا على صوت الأذان يصدع في أرجاء المكان وصوت العصافير تضج الأجواء بتغريدها أصحو ناعسة بعض الشيء وعندما أسمع هذه الأصوات أفعم بالحيوية والنشاط وتشرق بوجهي الابتسامة، أرفع رأسي للسماء أتأمل أجواء الفجر، ما أجمله! أحبه وأحب نسماته من صميم أعماقي، أذكر الله، أصلي، أجهز نفسي لأبدأ رحلة الكفاح يوم جديد أذهب باكرا إلى جامعتي بكل نشاط وتفاؤل، إشراق صباح يحمل بين طياته الخير الكثير ، ولا يخلو من مصاعب الحياة وأحزانها لكن الابتسامة دائما تطغى على لحظات التعب والحزن ويتلاشى كما لم يكن، وتصبح اللحظات ابتسامة وأفراح،
عند لقاء صديقاتي بالجامعة عند احتضاني من أحب، أختي التي لم تلدها أمي تسابقنا تلك الابتسامات بكل حب ممزوجة بالفرح تضيء المكان، جامعتي هي من زرعت الحب في قلبي وحب العلم بالذات، أحببت دراستي تذوقت طعم النجاح بحلاوته ومراته بين جنبات وأركن القاعات نمضي أكثر من تسع ساعات يوميا يمضي الوقت فيها بين جد وضحك ومغامرات شيقة ومحاضرات وأوقات فراغ نقضيها باللهو وبين أحاديث عابرة، نقضيها سويا مجموعة واحدة بالجسد واحد، نتبادل الأحاديث الجادة وكذلك المسلية ولا تخلو من لحظات الشقاوة يا لها من لحظات وأيام جميلة وأكثر من رائعة.
في يوم من أيام دوام الجامعة كان يوم الخميس الموافق 12/ 3 / 2020 في الساعة الثانية ظهرا كان الجو مليئا بالغبار والرياح العاصفة أعلن رئيس الجامعة تعليق الدوام لذلك اليوم بسبب حالة الجو، ليأتي بعدها يوم السبت ونتلقى ذلك الخبر الذي غيرنا وغير عالمنا وأن كورونا (كوفيد-19) تهدد حياة البشرية، وعلى إثرها يتم تعليق دوام الجامعات والمدارس لمدة أسبوعين ويصبح الأسبوعين عشرة أشهر ونحن نعيش بعيدا عن الأم التي كنا نذهب إليها باكرا ونشرب القهوة فيها صباحا بعيدا عن مدراجات الجامعة بعيدا عن المحاضرات والامتحانات لتصبح جميع اللحظات خلف الشاشات، بين يوم وليلة سرقت منا جميع اللحظات.
اشتقت لك يا جامعتي، اشتقت لرجل الأمن الذي صرت أتمنى أن يتأكد من هويتي الجامعية ... اشتقت لرائحة الأكل التي تدخل إلى المحاضرات دون إذن اشتقت لأزمة الكافتيريا و أزمة السكوير في ساعات الاستراحة، اشتقت للمكتبة أم العلوم ... اشتقت للدكتور الذي لم يكمل محاضرته ... اشتقت لك جامعتي الحبيبة اشتقت لقاعاتك لجدرانك، لممراتك، لمصعدك المتعطل، إلى كل ركن جلست أو مررت به … جامعتي ذكرى لا تنسى والله طال زمان يا جامعتنا ... جامعتي شوقي لك توسد القلب وسكن في حنايا الروح.