بقلم : يوسف رجا الرفاعي

شعوب العرب بمجملها تعلم انها تعيش سرابا ووهما ً قسرياً اسمه سلام ،، لم تصل هذه الشعوب الى مرحلة الانفصال والانفصام عن واقعها الأليم لتخدع نفسها بان عليها ان تحتضن هذا السراب وتحافظ عليه وتخشى عليه من الضررِ او الضياع ،
شعوبٌ سُفِكَت دماؤها ، وانتُهِكَت حرماتها ودُنِّست مقدساتها ، وسرقت ارضها ، وصودرت مياهها ، وحُجِبَت سماؤها ، وشُرِّد ابناؤها ، وسجن احرارها ، وأُبعِدَ وهُمِّشَ عقلائها ،
كل هذا قد حلَّ بالعرب وعلى اعين أبنائهم، ولشدة ما أصابهم اعلنوها مدوية على منابر العالم وعلى ابواب مؤسساته وهيئاته ، وعلى أعتاب قُضاتِه ،
فقال العرب قولتهم وما زالوا قائلين ؛
" نخشى ان تَضُر هذه الافعال والاعمال بعملية السلام ونحن به متمسكون"
هذا ردٍّ العرب منذ عقود ، وما زالوا مصرين على استخدام هذا الرد حتى لو كلَّفَهم آخر قطرة من دمائهم ، ولو نفذ آخر درهم ودينار من خزائنهم ، وحتى آخر برميل من
براميل نفطهم .
لم يأتِ ذِكرُ العسكر او السلاح على لسانهم ، التزاماً وخوفا على السلام الذي من اجله تم
" تلزيمُ " العرب به عنوةً لاستعماله بينهم ،
لم يجرؤ على ذِكرِ هذا مجنون عربي أو عاقل، ويعلمون انه لا يوجد الان في امة العرب بطل، ولو كان عندهم شكٌ بهذا ، لما حصلَ العربُ حتى على سكاكين " ولو لتقطيع البصل "
لقد اجتاز العدو بَرَّهم وبحرهم ، واجتازَ مزهوَّا بالفتح صحرائهم ، وشُرِّعت له سمائهم ، واجتاز العدو السحاب واصبحت كل المساجدِ والقبلتين خلفه ، والقى العرب كل القضايا خلفهم .
ثمَّ وبعد كل هذا يقول عدوهم انه يسعى ويبحث عن السلام ومعه كثير من الاعوان ولم يجدوه حتى الان ،
عجبا لهذا العدو والأعوان !!
الا يرون السلام الذي يحتضنه العرب منذ أعوام واعوام !! عن ماذا يا تُرى يبحثون ؟
تاهوا ولم يهتدوا وهم عن السلام يبحثون ،
فلتهنئوا بالسلام يا عرب ، واتركوهم تائهون .
لا اعلم إن كان يوافقني احد ! أنَّ الغَرْب عندما يسمعون العرب وهم يرددون ؛
" أنهم بالسلام متمسكون " يرجعون الى انفسهم يتسائلون!!
ماذا تعني عند العرب كلمة السلام !!
وهم بالدماء غارقون !!!
يوسف رجا الرفاعي