06-12-2020 03:32 PM
بقلم : رانيا اسامه عبد الفتاح حسنين
بغابر الزمان ، رويت قصةُ انسان ، لا تعرف له افراح او أحزان ، لا ينتمي بفكره لمكان ، لا تعنيه حدائق أو جنان ، سوى فمٌ يملؤه الأسنان ، سوى لقيمات ٌ يأكلها فتملأ البطون والمُصران ، فأبواه من يدفعان الأثمان ، وهكذا عاش هذا الإنسان ، والذي يسمى عمران ، عمران لا يدري ما سيكون بعدما كان ، وفي يومٍ تلته الأيام بدأ على بلده الغزو والظلم استبد بالمكان ، وبدأت تُنهب الأشجار والقطعان ، وانتهت بهزيمة المكان ، واحتلت بلد عمران ، ولم يأبه عمران ، فالأمران عنده سيّان ، ولكن هيهات ما كان ، فالليل وصل الأذقان ، فقد نهبت الخيرات وقتل الوالدان ، فلم يعد له ما يأكله وأصبح جوعان ، هنا بدأت تتفتح العينان ، ليرى عمران الهوان والظلم قد ملأ المكان ، وحتى الطعام لا يستطيع الحصول عليها من أيٍّ كان ، فقام عمران ، وعرف ما كان يقوله الوالدان عن حب الأوطان ، وبالعمل ليزهو المكان ، فنادى بصوت رنّان قد ملأ الاركان :
الا يا وطنٌ منك يأتي الأمان
أفقنا والاوانُ الآن قد آن
سلبونا وعهداً مني لا يُدان
سندفع بدمائنا لكَ الاثمان
وقام عمران ، ورفض الهوان ، وعلم أن الأسنان التي تقضم اللقيمات لا بد لها من أمان الأوطان .