حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1392

مدفع صدام ونووي ايران

مدفع صدام ونووي ايران

مدفع صدام ونووي ايران

06-12-2020 03:53 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي

لم يكن صدام حسين حليفاً لأمريكا ولا لأُوروبا  ولم يكن عدواً لهم ، لم يُمهل العراق احدٌ حتى ولو لبناء الموقع بجدرانه واسقفه واعمدته ، فكان التدمير لهذا المفترض انشاؤه وهو في المرحلة ما قبل الأولى ، حيث قام طيران احد اطراف هذا الحلف بواسطة طائراته ال اف ١٥ واف ١٦ بهذه العملية عبر اختراق للأجواء المحرمة دون التفاتة الى اي ردة فعل( لو ) حدثت وتمت العملية دون اعتراض من أحد .
وكان ذلك بعد ان تم ايهام العالم اجمع بالخطر المحدق من قِبَل النظام العراقي ولم يكتفوا بالتعبئة الاعلاميه وتخويف العالم من نظام صدام فقط بل ذهبوا الى أبعد من ذلك فجعلوه يرتكب خطأً تاريخياً غيَّر مجرى تاريخ المنطقة برمتها وادخلها في نفق مُظلم ما زالت فيه ولا يظهر ضوءاً في نهايته بعد .
لست سياسياً ولا خبيراً عسكريا ً يدلي بدلوه في هذا المجال ، إنما انا مواطن عادي ربما اكون كغيري من مواطني العالم العربي عامة جعلتنا احداثه المأساوية المتتالية شهود عيان على احداث لا تتطلب خبرات ولا مهارات ، انما كل ادواتها الاذن والعين ، وكما يُقال ؛
" ليس بعد العين أين " .
تحالفٌ ثلاثي فاعل على الارض منذ اكثر من ثلاثة عقود ولا يخفى هذا على احد ، يعمل بتناغم ودقة متناهيه في تحقيق الاهداف التي قام عليها ومن أجلها هذا التحالف الذي تَفَوَّق على منظومة الحلف الذي تم تنظيمه اثناء الحرب العالمية الثانية والذي انضوى تحته دول عديده من مختلف انحاء العالم وكان عموده الفقري الولايات المتحدة الامريكيه في ذلك الوقت ،
التحالف القائم حالياً والذي قام على ايديولوجيا متشابهه جداً لدول هذا التحالف . ايران احد اطراف هذا التحالف منذ امد بعيد وهي تحمل عبر ماضيها اجندات واطماع توسعيه تُعيد به سطوة وقوة الدولة الفارسية البائده وهي تعمل وتخطط بانتظار اللحظة المواتية لتحقيق هذا الحلم البعيد المدى في خطورته وتأثيره على التوازن العالمي العسكري والسياسي والاقتصادي والديموغرافي ايضاً ،
ولكن لادراك ايران بان تحقيق هذا الحلم منفردة لا يمكن ان يتم وذلك لتعارضه مع مصالح قوى اقليميه ودوليه لها نفس الأيديولوجيا ونفس الاطماع ، لذلك دخلت في هذا التحالف الذي من خلاله يمكنها تحقيق جزئ كبير من حلمها وبثمن اقل ،
إن ما تحقق على الارض حتى يومنا هذا يؤكد على ان ما خُطط له تم ويتم الى الدرجة القصوى ، ويتم هذا التنفيذ عبر تكتيك وتخطيط قد ينطلي على الغالبية العظمى ويتم تصويره على انه صراع نفوذ وهيمنه
تُفرض بالقوة ، وأن ايران هي الطرف الاخطر في هذا الصراع كما يتم دعمه والتضليل به اعلامياً حتى الآن ،
لم يكن ولن يكون بمقدور ايران بسط سيطرتها على هذه المساحة الشاسعة من المنطقة العربية جواً وبحراً وارضاً لو لم يكن هناك غطاء كامل من الولايات المتحدة الامريكية يجعل الكشف عن حقيقة القوة الايرانيه غير ممكن لتظهر كما هي على ارض الواقع ، ثم التغطية الاعلامية الجباره التي تعمل على التضليل الممنهج لعدم كشف حقيقتها وبتمويل ودعم اجباري من منظومة الدول العربية الداخلة في مناطق الصراع او المحبطة به وحتى البعيدة جغرافياً ، فكلٌ له دور عليه ان يقوم به تحت مسميات مختلفه ومبررات عجيبة وعديده ،
الصراع الداخلي الايراني بين مؤسسات النظام الحاكم وقوى المعارضه ، هذا وحده كفيل بأن لا يؤهلها ولا يُمَكِّنها من بسط سيطرتها على الدول والمناطق التي تم احتلالها وتفكيكها وتسليم صولجانها للنظام الملالي الايراني ، فالعراق الآن تحكمه العمائم وخرج من مظلة العرب واصبح رهينة بما فيه من خيراتِ دجلة والفرات ، وكل ثروته النفطية اصبحت ايران شريكاً اساسيا فيها مع الذين يتقاسمونه مع دول التحالف صاحبة القرار في هذا الشأن ، وهذا ينطبق تماماً على الوضع في سوريا من حوران الى كسب وحمص واللاذقية وقاصيون وما تبقى من الماء في بردى ، وقمحها مرهون كما ارتهن غازها ونفطها .
والمطَّلع على الوضع الاقتصادي الداخلي لايران وما يعانيه الشعب الايراني يؤكد ان ايران باي حال من الاحوال ليست مؤهلة لهذا النفوذ وليست قادرة عليه ،
وعود على بدئ ، صدام لم يكن حليفا لاحد وتم تدمير موقع المفاعل العراقي في مهده ، فكيف يُسمح لحليف كامل اوراقه مكشوفة لاطراف هذا التحالف وكيف سمحوا له وهو تحت اعينهم ولا يتحرك ذاتياً وليس بمقدوره ذلك ، وتركوه يصل في انشاء هذا المفاعل المزعوم الى مراحل متقدمه ويصل الى مرحلة التخصيب ولم يبقى امام هذه المنظومة النووية سوى مرحلة التفجير التجريبي ؟.
لا يقبل هذا الكلام حتى الذين هم امثالي ليس لديهم ادنى معرفة سياسية او عسكرية ، فكيف باصحاب الخبرات من العلماء والباحثين واصحاب الرأي السياسي المبني على علم بامور ادارة السياسة للدول النامية وما فوقها ،
ايران هي الزنبرك والمحور الذي تدور حوله جميع مسننات العجلة العالمية التي تنفذ مشروعها في المنطقه عبر الحليف الاورو امريكي التاريخي اضافة الى الهند والصين وكثير من دول شرق آسيا ، الذي تم تفويضه ودعمه ليبقى القوة الوحيدة في الشرق الاوسط ودعمه بكل وسيلة ممكنه واطلاق يده بلا حدود ليفعل ما يريد لابقاء دول المنطقة بكاملها تحت السيطره .
ان عدم وجود ايران ضمن هذا التحالف هو إفشالٌ حقيقي للمشروع برمَّته ، ولم يكن بالامكان السيطرة على المنطقة بالطريقة التي تمت بها دون وجود ايران الذي تحت المسمى الوهمي والمزعوم بأنها التهديد الوحيد للمنطقة وحتى لاوروبا ايضاً ، وبعدم وجودها لا يمكن للسيطرة ان تتم إلا بتغيير السيناريو كاملاً وربما كان من المستحيل تنفيذه لانه سيحتاج الى قوى فعليه على الارض بكامل مسمياتها ، البشرية والعسكرية والاسلحة القتاليه بكل انواعها وكل ما يتطلبه هذا الامر ، وعندها سيكون احتلالا عسكريا مكشوفاً يتطلب موافقات دوليه واجماع عالمي لا يمكن التنبؤ بنتائجه على الاطلاق ،
كما انه من الصعوبة بمكان بل من المستحيل ايجاد بديل لهذا الحليف ذو الاطماع الاكيدة .
كل العمليات التي تمت وتتم ، إن كانت على مستوى الاغتيال الشخصي او على مستوى العقوبات التي تُعلَن على ايران ، كل هذا يتم بالتنسيق الدقيق جداً مع ايران نفسها والتي رأى العالم اجمع كيف يتم عندما قام الذراع الايراني المتمرد في لبنان بالاتفاق مع العدو الحليف على ان يقوم حزب الله بضرب جيب عسكري تم وضعه في مكان يكون فيه بمرمى صاروخ حزب الله وفعلاً هذا الذي حصل ،
تماما كما حصل في الحرب المتفق عليها في عام ٢٠٠٦ عندما وضع العدو بارجةً فارغةً في البحر وتم الاتفاق على ضربها بصاروخ في وقت محدد اعلن عنه زعيم الحزب في تلك الحرب المفتعله وصدق الناس هذا المشهد المسرحي الذي خُدِعَ به حتى الغارقون في السياسة والتحليل والتعليل .
نعم ايران دولة مساحتها تزيد عن ثلاثة اضعاف مساحة العراق وهي ثاني اكبر دول الشرق الاوسط مساحة وبها ثروات وعندها مقومات دولة تستطيع ان تتدبر امور سكانها البالغ حالياً خمسة وثمانون مليون نسمه في ظروف طبيعيه ، وليس في الظروف التوسعية الحالية المدفوع ثمنها من مخصصات شعبها الذي يعاني ما يعاني ،
اطماع ايران لم تتوقف وهي بارعة في استغلال الظروف واغتنام الفرص لمشروعها التوسعي القائم ، والذي اصبح الان اكثر قرباً للتحقيق وذلك بناء على تموضعها العسكري الان في هذه الاراضي العربية التي تم اطلاق يدها فيها ، حيث ستكون هذه منطلقاً لبسط سيطرتها على ما تبقى من اراضي عربية لها في اجندة ايران الدينية والعقدية المُرتَبِكة ما يجعلها متحفزة لتنفيذها حسب افرازات احداث مرتقبة هي شريك اساسي في تنفيذها.
خلاصة القول ، محمد البرادعي "مدير الوكالة الدولية للطاقة الذريه " في ذلك الوقت اقسم واكد ان العراق يمتلك اسلحة نووية وزَوَّرَ هو وفريقه وكتبوا تقارير كاذبة ملفقه كانت حجة اضافية لضرب واحتلال العراق والعالم يعلم انه لم يكن صادقاً وأنه كان تقريراً وهمياً بامتياز ،
وكذلك فعلت امريكا وبريطانيا حيث اكدتا ان العراق يمتلك مدفعاً يستطيع ان يقصف الكرة الارضية باركانها الاربعه وصدقهم العالم وهو يعلم ان هذه اكذوبة لا تنطلي على عسكري برتبة عريف في اي جيش من جيوش العالم ،
الى ان اثبت الواقع الحقيقي عندما انكشفت الامور على حقيقتها ان العراق لم يكن يمتلك شيئاً سوى قائدٌ لم يَخُن وطنه وشعبه ،
وستثبت الايام عندما تريد القوى التي جعلت من ايران دولة احتلال شريكة في تنفيذ مخطط اقليمي متشعب الاهداف وكارثي النتائج ان تكشف النقاب عن حقيقتها سيعلم العالم اجمع انها كانت الشماعة التي عُلِّقَت عليها مآسي المنطقة بِرُمَّتها وأنها كانت كمفاعل العراق ومدفعها الفارغين .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 1392
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم