07-12-2020 09:55 AM
بقلم : آية جواد البرغوثي
يُعنى العلاج النفسي في مساعدة الأفراد بهدف تخفيف السلوكيات والمعتقدات والدوافع والأفكار والعواطف المزعجة، وتحسين العلاقات والمهارات الاجتماعية. وتُعتبر بعض العلاجات النفسية العامل المساعد الاساس لتخطي الأفكار المزعجة وغير الصحيحة ولكن العديد منا يعزف عن الذهاب الى مستشار نفسي لعدة أسباب منها :
خوف المريض من مشاركة خصوصياتهم مع أشخاص غريبة عليهم خوفا من نقلها لأفراد أُخرى، ومن البديهي ان المستشار النفسي لا يستطيع إفشاء الأسرار بدوافع انسانية وذاتية وقانونية وعلمية، وفي حال تم توظيف حالة مرضية لغايات البحث العلمي أو النشر فلا بد من موافقة المريض على ذلك والا اعتبرت اختراق لخصوصية المريض، بالإضافة الى ما سبق لا يستطيع المستشار نشر أي معلومة تخص المريض لأن خصوصيته تعتبر مهمة جدا في العلاج النفسي، والتكلم في خصوصية المريض سوف يؤثر على نفسيته، وهكذا يصبح الهدف معكوس بالنسبة للمستشار لأن الهدف الأسمى له أن يحسن من نفسية المريض.
خوف المريض من استخفاف بعض المستشارين النفسية في مشاكلهم، لكن الهدف من وراء العمل كمستشار نفسي هي التخفيف من الحالة الحرجة للمرضى ومساعدتهم في كافة الأشكال، ولا يستطيع الاستخفاف في اي موضوع أو مشكلة تخص المريض، بل العكس من ذلك تماما أي مشكلة غير مهمة في وجهة نظر المريض هي مهمة جدا للمستشار وعمله هو عبارة عن الاستماع وتقبل أفكار المريض في كافة أشكالها .
عدم القبول لفكرة المستشار النفسي لدى العديد من المرضى ولقناعاتهم بعدم قدرة المستشارين النفسيين على مساعدتهم، لاعتقادهم أن العوامل النفسية البسيطة التي تحدث لهم غير مهمة وليست بحاجة الى من يحسن من حالهم، هذا الشيء غير صحيح لأنه يجب على الفرد الذهاب الى المستشار النفسي حتى ولو حالته بسيطة فذلك يساعد على عدم تضخم الامور النفسية ووصولها الى حالة التدهور وتسهيل عملية العلاج بين المستشار والمريض، فالواقع يتطلب وضع حد لهذه العوامل لمنع تزايد العبء النفسي و بالتالي سوء الحالة.
ايمان الأشخاص بعدم وجود إنسان يعرف حالهم و يفهم أفكارهم كما يعرفون ويفهمون انفسهم وبذلك لن يفيدهم أحد، قد يكون المستشار النفسي لا يعرف الحالة العامة للأشخاص من منطلق عدم الاطلاع عليها، لكنه الشخص الوحيد والقادر على تشخيص الحالة إذا كانت مرضا نفسيا ام لا و تستوجب العلاج ام لا.
تظهر فوائد العلاج النفسي على المريض بعد القيام بعدة جلسات علاج له، كالتعرف على إمكانيات وقدرات وفهم النفس أكثر من قبل، واتخاذ قرارات صحية لحياتهم مما يسهل عليهم العيش، والتغلب على الأمراض النفسية التي تتعب الجسد، و التكيف مع المواقف المختلفة في الحياة مما يزيد من ثقة المريض بنفسه، كما يساعدهم على النظر الى الحياة بشكل ايجابي ووضع أهداف وقتل الروتين في حياتهم. من الضئيل جدا أن يكون تأثير العلاج سيء للمريض، ففي أغلب الأحيان يستفيد المريض بشكل كبير والذهاب الى العلاج تكون من مصلحة المريض.
الطالبة آية جواد البرغوثي
الجامعة الاردنية
كلية الآداب / علم النفس