08-12-2020 09:42 AM
بقلم : د. أحمد محمود نويران
بُعيد صلاة الفجر وقبل الشروق بقليل.. استوقفتني سيارة افانتي وبها رجل بالخمسين من عمره وثلاث نساء احداهن والدته على ما يبدو، بالقرب من مخبز الراية في دابوق...
سألني عن منزل النائب الفلاني الذي يمثل مناطق الأغوار الشمالية، بعد أن حاول تذكر عنوان المنزل ولم يفلح...
أمر محزن ويثير الغضب ويبعث على الكأبة.. أننا دلفنا بوابة العقد الثالث بعد الألفين ونحن نبحث عن منازل نوابنا قبل بزوغ الفجر طمعاً بالظفر بمشاهدة من يفترض به تمثيلهم وخدمتهم ولو لدقائق معدودة. وعلى الرغم من التحفظ على تحول دور النواب من ممثل للشعب إلى دور تسهيل المعاملات والوساطة بين المسؤول والمواطن.. فإن طبيعة النظام الاجتماعي في الأردن تفرض هذا الدور على النواب، خاصة مع بقاء المسؤول في برج عاجي وامامه سد منيع من حواجز السكرتاريا ومدراء المكاتب، بالإضافة لشعور المواطن بالغبن بسبب غياب القانونين العادلة السريعة والحاسمة لاستيفاء حقوقهم الضائعة في ظل تنفيذهم كامل واجباتهم تجاه الدولة.
مخجل بقاء المواطنين في سباق مع الزمن للقاء نوابهم لتحصيل حقوقهم الضائعه او على الاقل هكذا يشعر المواطن.
نلقي باللوم على بعض النواب إغلاق الطرق بوجه المواطن للقاءهم بسبب السكن بعيدا عن دائرته الانتخابية أو وضع حواجز بينهم وإغلاق قنوات الإتصال معهم. في زمن تقدمت به وسائل الأتصال، وسهولة خطوط المواصلات، وتنوع وسائل التواصل. مما فرض على المواطن اللجوء لأسلوب سروة الصباح الباكر للقبض على نائبه في منزله للظفر بمقابلة قد لا تتم أو تنجح بالغالب في تحصيل ما يصبوا له المواطن المحتاج.
* سيارة الافانتي رمز للبقية الباقية من الطبقة المسحوقة.