10-12-2020 09:04 AM
سرايا - يهدد مرض “العفن السخامي أو الهبابي” بخسارة موسم الزراعات الاستوائية والحمضيات في مزارع الغور الشمالي، رغم استخدام المزارعين طرقا مختلفة ومتنوعة في مكافحته، والذين يشيرون إلى أن عدوى المرض تنتقل بشكل سريع من الأشجار المصابة إلى الأشجار السليمة.
ويطالب مزارعون، مديريات الزراعة، بسرعة التحرك وتنفيذ زيارات ميدانية للمَزارع لإرشاد المزارعين في كيفية معالجة المرض الذي يهدد بهلاك المزروعات الاستوائية في اللواء، وخصوصا أن الزراعات الاستوائية هي بديل عن الزراعات التقليدية ومن أهم المواسم لمزارعي اللواء؛ إذ تحقق أرباحا مالية كبيرة، خصوصا للمزارعين الذين توجهوا موخرا لتلك الزراعات، فيما زراعة الحمضيات تشكل حوالي 90 % من مجمل العمل الزراعي في اللواء.
يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه وزارة الزراعة أنه “لا يوجد حل جذري للقضاء على هذا المرض، وإن كانت هناك طرق للوقاية منه أو التخفيف من حدته للحد من الخسائر المتوقعة”.
ومرض العفن السخامي أو الهبابي هو عدوى فطرية ينتج عنها الأوراق السوداء، وهذا العفن ناتج عن ندى العسل الذي يفرز من حشرات المن والذباب الأبيض والبق الدقيقي. وللقضاء على العفن السخامي، يجب أن تتحكم أولاً في انتشار الحشرات برش شجرة الحمضيات أو الزراعات الاستوائية بمبيد حشري بزيت النيم، سواء على السطح العلوي أو السفلي من أوراق الشجر. وقد تحتاج إلى التكرار خلال 10-14 يومًا، اعتمادًا على مدى الإصابة.
وأشار المزارع علي الدبيس، إلى أن أعراض المرض التي تظهر على أشجار البابايا تتمثل في حدوث طبقة سوداء بالعروق الوسطية، والثانوية للأوراق الطرفية ثم ذبولها وسقوطها.
كما تظهر جراثيم واسوداد على أجزاء مختلفة من النبات ويوثر على شكلها الخارجي والداخلي، موضحا أن ذلك يسبب خسائر مالية للمزارعين، وخصوصا أن أغلب المزارعين تركوا الزراعات التقليدية وتوجهوا نحو الزراعات الاستوائية لتحقيق الأرباح المالية في ظل الانتكاسات الزراعية التي لحقت بالقطاع الزراعي، وخصوصا مع التغيرات الأخيرة التى فرضتها جائحة كورونا.
وبحسب المزارع محمد العباسي، فقد عمل على زراعة الفاكهة الاستوائية كالمانجا، الأفوكادو، الجوافة، البابايا، المانجا، الدراجون فروت، بدعم وإشراف مديرية الزراعة وكوادرها العاملة بالميدان، مؤكدا أن هذه الزراعات مجدية وتزيد من دخل المزارع، والذي واجه دائما الخسائر، بسبب تكرار الزراعات التقليدية والفائض منها.
وأوضح أن جميع الأصناف الاستوائية، التي زرعت بمزرعته نجحت بعد الالتزام بالتعليمات الزراعية الصادرة عن مديرية الزراعة، والكوادر الزراعية العاملة بالميدان، منتقدا وزارة الزراعة جراء عدم قيامها بمتابعة المزارعين، رغم حرصها في بداية الأمر على ضرورة تغيير الزراعات التقليدية وإدخالها للعمل الزراعي.
وأشار الى أن ذلك المرض والتعفن سيلحق خسائر مالية بالمزارعين، وخصوصا الذين قاموا بزراعة مئات الأشجار من الكاكا، الأفوكادو، البابايا، المانجا، الدراجون فروت في منزله، مؤكدا نجاح تلك الزراعات. وأضاف أنها أصبحت توفر له دخلا ماديا أفضل.
ويدعو العباسي، وزارة الزراعة، إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذا المرض، للحفاظ على ما تبقى من أشجار سليمة في باقي مناطق اللواء، مؤكدا أن المزارعين في حالة يرثى لها جراء الظروف التي مر بها المزارع من انتكاسات زراعية، وخصوصا أن عاصفة التنين قضت على آمال المزارعين في وادي الأردن.
ويقول المزارع مصطفى التلاوي، إن هذا المرض اضطره إلى تقطيع جميع أغصان الأشجار المصابة، بيد أن ذلك لم يمنع من عودة الفطريات وتغير لون أوراق الشجر والأفرع مرة أخرى، إذ عاد إلى الظهور من جديد، مؤكدا أن المبيدات الحشرية التي استخدمها للقضاء على هذه الآفة، لم تجد نفعا رغم المحاولات العديدة، ما أثر سلبا على المنتج وتراجع جودة الإنتاج وبيع المحصول بخسائر مالية في ظل الخسائر الأخرى.
ويؤكد التلاوي أن العفن السخامي أو الهبابي يتكون من عدد كبير من الفطريات المسببة لظهور جراثيم واسوداد على أجزاء مختلفة من النبات.
وأشار العباسي الى الأعراض الظاهرة على الأشجار ومنها نموات فطرية سطحية ذات لون أسود أو بني غامق على الأجزاء الهوائية للنبات، وخاصة السطوح العلوية للأوراق، مؤكدا أن النموات تختلف من رواسب سائلة أو رواسب مسحوقية إلى طبقة سميكة، وفي الظروف الجافة تتصدع النموات أو تتقشر دون ترك أثر على سطح الورقة عند غسلها.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن تلتصق بالأوراق، ما يؤدي إلى ترك سطح الأوراق ذي مظهر شفاف.
ومن جانبه، أكد مدير زراعة لواء الغور الشمالي الدكتور موفق أبوصهيون، أن المديرية تقوم بمتابعة المزارعين من خلال العمل على إجراء الزيارات الميدانية وتقديم النصح والإرشاد الزراعي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن طرق مكافحة المرض في بعض الأحيان تتم بالعمل على مسح الأوراق المتأثرة والأجزاء النباتية الأخرى بالماء ما يعد كافيا لإزالة نمو العفن.
وأضاف “كما يجب عدم إضافة الصابون أو المنظفات القوية إلى الماء لأنها تسبب حرق الأوراق، لذا فإن الماء الدافئ أفضل وأكثر فعالية”، مؤكدا أن المديرية ستنفذ العديد من حملات الرش والتعقيم في وقت لاحق.
"الغد"