بقلم : رقية ابراهيم ابو قرع

علّمتنا هذه الأيام الثّقال دروسًا قاسيةً في كلّ الأمور التي اعتقدنا أنها من المُسَلَّم أن تحدث، ومن الطبيعيِّ المُتوقّع أن نعيشَها ونعيشَ معها.
وأصبحنا اليومَ ونحن نحسب أمورًا لم تكن يومًا بالحسبان، سواءٌ كانت خططًا كبيرة يترتب عليها شيء، أو حتى شهيقًا دون حاجز يحول بينك وبين الهواء.

عشنا أيامًا لم نكن نُدرك قبلها نعمة أيامنا العاديّة، بتفاصيلها العادية، حتى نعمة المستشفى بشكله وعمله الذي عهدنا قبل هذا الوباء.
عشنا أيامًا لم يدرك قبلها الكثيرُ أهمية الإصلاح والتحسين، والإعداد السليم والإدارة السديدة في القطاع الصحي وغيره، حتى كنا ضحايا هذا الاستهتار.
وها نحن نعيش اليوم ولم ندرك قبل ذلك أمان تصفّح مواقع التواصل من القلق والحزن على هذا الكم الكثيف من نعي المحبوبين وألم الفقد المكتوب، ونخشى ما نخشى على هذه البلاد بمن فيها.

إننا ممتنّون بصدقٍ لكلّ ما عشناه يومًا ونعيشه اليوم ولا نعطيه من الحمد حقه.
ممتنّون لصباحاتنا الروتينية التي لطالما تذمّرنا منها، ولأيامنا التي شكونا للجميع ملَلَها ونَصَبَها، ولأعمالنا التي تثاقلنا منها، ممتنّون للقاءات الأصدقاء وعناقهم وضحكاتهم، للزيارات وتقبيل أيدي الجدات.
ممتنّون لنعم الله الكبيرة والصغيرة، تلك التي لم نكن نشعر بوجودها.

احمدوا الله على نِعَمه التي لا تحصى
والتزموا إجراءات السلامة العامّة
وسلامة القلب
وارفقوا بعباد الله وأحسنوا إليهم ما أستطعتم، إلّا من كان سببًا في أذى البلاد والعباد وضيّق عليهم فوق هذه الضائقة، بالفساد والأنانية وسوء التدبير.
ووجهوا قلوبكم إلى الله وادعوه أن يزيح عنا هذه السحابة الثقيلة، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن يجعل هذه الأزمة علينا وعلى بلادنا وأهلنا وأحبابنا بردًا وسلامًا، وأن يجعلنا سببًا في كل خيرٍ وراحةٍ وشفاء.