12-12-2020 09:49 AM
بقلم : أ.د. خليل الرفوع
الجذر الثلاثي للكلمتين هو واحد : (وَكَلَ) ، وكلا اللفظين اسم مفعول، أي الذي يقع عليه حدث الفاعل ، لكن الاختلاف بينهما، أنّ موكولة من الفعل الثلاثي الأصلي : وَكَلَ، وهو على وزن مفْعُولة، وأما مُوْكَلة فمن الفعل أَوْكَل الرباعي على وزن مُفْعَلة، ومعروف في العربية أن أيةَ زيادة في المبنى تعني زيادة في المعنى من حيث الدلالة البلاغية ، والزيادة تزيد الفعل قوة وسرعة حسب طبيعة اللفظ والسياق. فوكلَ إليه الأمر غيرُ أوكل إليه الأمر.
الكلمتان فصيحتان سليمتان من حيث اللغة، لكني أميل إلى مُوْكَلة في الاستخدام اللفظي لكبار المسؤولين في سياق القسم، لأنها تحمل دلالة الثقل والشدة والسرعة في الشيء الذي يحال إليهم وما يتطلبه ذلك من إلزام في التنفيذ، وأما موكولة ففيها إحالة أي شيء أكان صغيرا أم عظيما ببطء وخفة وقد لا يقتضي ذلك إلزاما بالتنفيذ، بعيدا عن الواكِل و الموكِل إن كانا فاعلين، أو الموكول والموكَل إليهما إن أسند إليهما الوْكل أو الإيكال. ولا ريب أن ما يُوْكَل إلى رئيس الوزراء أو الوزراء أو الأعيان أو النواب من قوانين وتشريعات وإحالات ثقيلة تحتاج جهودا كبيرة موصولة بدقة وتأن وأمانة.
فالكلمتان فصيحتان لكن موْكلة أبلغ. وإن كان لي رأي (فالموَكّلة إليّ) أكثر مناسبة لعظمة القسم الدال على التنفيذ وما يدل عليه من إلزام، فوكّل أقوى وأشد من الفعلين وكَل وأوكل ،وفيها كذلك ثقلُ قوةٍ في قلوب المقسمين وعلى ألسنتهم، وفي الفعل وكّل، يقول تعالى "فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"، ( الأنعام ٨٩) ولقوله تعالى" قل يتوفّاكم ملك الموت الذي وُكِّل بكم" (السجدة ١١).
أ. د. خليل الرفوع
أستاذ الأدب العربي بجامعة مؤتة