حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 777

الثانوية العامة والتعلّم عن بعد

الثانوية العامة والتعلّم عن بعد

الثانوية العامة والتعلّم عن بعد

12-12-2020 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : راما مالك العمري

عصفت بنا وبالإنسانية جميعًا جائحة الوباء "كورونا" منذ أشهر، أبعدتنا عن مقاعِد الدراسة، وعن مكاتب العمل، ألبستنا كِماماتٍ في البيوت، شتتت المقربين دمرت الاقتِصاد وفتكت بأرواح العديد.
كان لا بدّ لنا من التأقلم، وبفضل وجود التكنلوجيا (العنصر الفعال الوحيد في الجائحة) حاولنا جميعًا الانتقال من الواقعية إلى الافتراضية، وفي كلّ زوايا حياتنا، التسوّق التهنئة والتّعازي العمل وأخيرًا التعلّم.
لم يكن أمرًا سهلًا علينا كطالباتٍ وطلاب أن ننقل تعليمنا إلى الافتراضية، فنحن لم نتعلم يومًا عبر شاشات هواتفنا، كنّا نألف أجواء المدارس والجامعات والمراكز الثقافية، ووجود المعلم أمامنا وزملائنا بجوارنا، نتحاور نتناقش ونُناقش، والآن يطلب من الطالب أن يكون بحوزته شاشة صمّاء وأمامه سبورة صمّاء يشرح عليها درس أصم، بلا مجالٍ للمناقشة والسؤال.
من أكثر الذين تضرروا في بلادِنا الأردن من هم في مرحلتهم الثانوية أو "التوجيهي"، فهم ليسوا طلابًا عاديين، بل طلاب مرحلة إنتقاليّة، والمطلوب منهم كل الجهد في سبيل تحقيق معدلٍ عالٍ يصنع منهم أناسًا قادرين على الانخراط في الجامعات والكُلّيات المختلفة في المجتمع.
ولأنّي قد كنت منهم قبل بضع أشهر، وعشت ذات التجربة، أخط بقلمي هنا بعض معاناتهم؛ التعليم الالكتروني فقط، لا وجود لمدارسٍ ولا معلمين للسؤال، لا زملاء حولنا، ولا مراكز ثقافية نستطيع اللجوء إليها، فقط شاشتنا الصمّاء.
أليس الانترنت مكانًا مليئًا بالمعلومات ؟ بل هو أكثر مكانٍ للثقافة!
أقول نعم، ولكن على من اعتاد وجوده في تعليمه، نحن في مجتمعنا البسيط، لا نستطيع الاعتماد بشكلٍ كامل على شاشات المحمول، والشبكة العنكبوتية، نحن نريد شخصًا ذا علمٍ لنسأله، كمعلمينا واساتذتنا في المدارس والمراكز.
ما المشكلة ؟
حسنًا حينما يتم الشرح على المنصات المقدّمة من وزارة التعليم، لا يمكنني طرح الاسئلة فهي ليست تفاعلية، بل عليَّ بنفسي إدراك كلّ جزءٍ من المادة، إن استطعت أنا هل سيستطيع باقي الزملاء؟
أضيف إلى ذلك عدم قدرة بعض أو الكثير من الطلاب على حيازة الأجهزة المتقدمة التي تمكنهم من حضور الدروس، ولا سرعة الانترنت التي لا يضيعون وقتهم في انتظار أن يُفتح لهم مواقع التعليم.
أظن أننا قد وصلنا لمرحلة من الوعي الكبير بخطر الفايروس الفتّاك، بعد مرور كلّ هذه الفترة، لنعترف جميعًا أن التعلّم عن بعد هو أسوء تعلّم، لذا نرجوا أن تزيح الغمّة، أو أن يعود التعليم في مدارسنا وجامعاتنا بوعيٍ وإدراك لخطر التقارب، الفايروس مازال موكودًا وخطِرًا، ولكن خطر الجهل يطرق الأبواب، فهلّا سمحتم ألّا نفتح له الباب ؟








طباعة
  • المشاهدات: 777
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم