حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2458

واقع المسلمين الثقافي

واقع المسلمين الثقافي

واقع المسلمين الثقافي

12-12-2020 04:01 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : خالد الجريري
لا بد من الاعتراف ان الأمة الإسلامية اليوم تعاني من مشكلة حضارية متشعبة ، ويعد الجانب الثقافي ابرز جوانبها ، ولا نريد أن نحمل الاستعمار وحده مسؤولية ما وصلنا إليه ، على الرغم من دوره في محاربة شخصيتنا الثقافية ، وصياغتها على شكل يضمن له تحقيق مصالحه في عالمنا العربي والإسلامي.

وعلينا ان نعترف ان الأمة الإسلامية اليوم تعيش مرحلة الوهن حضاري ، ومن المفيد هنا ذكر بعض مظاهر الوهن الحضاري وأهمها:

أ‌-تجاوز التخصص ، فكثير من المشتغلين بالعلوم التجريبية يقتحمون ساحة التخصص الشرعي الدقيق التي لا يبلغها إلا من افنى عمره في بحثها ، وعلى الجانب الآخر نرى بعض المشتغلين بالعلوم الشرعية والفقهية يصرون على اقتحام ساحات العلوم التجريبية الدقيقة، وهذا الخلط لون من الثقافة المغشوشة .

ب‌-تراجع دور المفكرين في تشكيل العقلية القادرة على حسن التفكير ، والتعرف على الاسباب الموصلة إلى التمكين في الارض وبناء الحضارة.

ت‌-التوهم بأن الحضارة إنما تكون بتكديس المنتجات ، والإكثار من استيراد المنتجات واستهلاكها دون ضوابط ، مما يقتل الفاعلية ويؤدي إلى الركود الحضاري.

ث‌-غياب فكرة الثواب والعقاب عن أجواء البحث العلمي ، حتى وصل الأمر ببعض العقول الكليلة من المسلمين إلى عد هذه البحوث والتخصصات من علوم الكفار ، التي تصرف الإنسان عن عبادة الله.

ج‌-الانبهار بحضارة العصر ، والاعتقاد بصحتها كلها ، وليس لنا إلا التقليد الأعمى.

إن مظاهر الوهن الثقافي هذه أدت إلى إيجاد حالة عمت المجتمع الإسلامي وبخاصة الفئات المثقفة منه ، وهي حالة عدم الانتماء للثقافة الإسلامية ، او حتى عدم الاهتمام بها ، لأن الفكر العلماني الغربي القائم على فصل الدين عن الحياة بدأ يتسرب إلى المجتمعات الإسلامية.

هذه الحالة المرضية وما نتج عنها تستدعي من علماء المسلمين اليوم دراستها جيداً وتوجيه الشباب المسلم إلى تجاوز مرحلة الانبهار والتقليد والخمول إلى مرحلة الاجتهاد والتجديد والبناء الحضاري.

عند تأمل الواقع الراهن نجد ، ومن خلال القراءة التاريخية نجد أن مشكلة الثقافة لا تتعلق بالإسلام عقيدة ومنهجاً ، وإنما تتعلق بالمسلم والتزامه بهذا المنهج ، ويمكن تلخيص الأسباب التي أدت إلى ضعف تأثير الثقافة الإسلامية في الفرد والمجتمع بما يلي:

أ‌-انحرافات في المفاهيم الإسلامية الأساسية: فعلى الرغم من أن المسلم يعتقد أن الرزق مقسوم ، نجد كثيراً منهم يأكل الربا ، ويمارس الغش ، ويأخذ الرشوة.

ب‌-الجهل بأحكام الإسلام: وذلك نظرا لانتشار الأمية ، وغياب الدور الحقيقي للمسجد ، وتحجيم مادة التربية الإسلامية في اغلب البلدان الإسلامية كما وكيفما.

ت‌-التبعية المعرفية نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي عند غير المسلمين.

ث‌-تشويه الإسلام: وذلك من قبل أعدائه ، وبخاصة من خلال وسائل الإعلام والمنشورات والمطبوعات وتسليط الضوء على جوانب من الإسلام كالعبادات وتجاهل جوانب أخرى كالنظام الاقتصادي والسياسي.

ج‌-الغزو الفكري والثقافي: وذلك نتيجة ممارسة التغريب الثقافي الذي أدى إلى إبعاد النشء عن عاداته وأعرافه الأصلية ، ودفعه للانبهار بالثقافات الأخرى وعلى رأسها الثقافة الغربية ، فتخلى رويداً رويداً عن ثقافته مقابل تقليده وتأثره بالثقافات الأخرى ، لدرجة بات البعض يرى ان سبب تراجع الحضارة عند المسلمين هو الإسلام نفسه.


وفي الوقت الراهن بعد الوصول إلى الوضع الذي نحن به الآن ، على كل فرد مسلم الاجتهاد بنفسه والتماسك بمبادئ الثقافة الإسلامية للنهوض مجددا بثقافتنا وتثقيفنا ، وعلى وسائل الإعلام والمنابر في المساجد وعلماء المسلمين وحتى مواقع التواصل الاجتماعي ان يقوموا جميعاً بما هو مطلوب لإعادة الثقافة لدى المسلمين كافة وتوجيههم وإبعادهم عن الثقافات الأخرى للتمسّك بثقافتنا وزيادة تثقيفنا بديننا دين الإسلام.








طباعة
  • المشاهدات: 2458
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم