15-12-2020 08:14 AM
بقلم : علي الشريف
اكاد اجزم انه لايوجد مواطن اردني واحد من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن ابعد نقطة في الشرق الى ابعد نقطة في الغرب يحب ان يسمع تصريحا متلفز لاي مسؤول اردني على الاطلاق لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا صحيا.
وما يدل على ذلك الا حجم الاستهزاء الذي نراه بعد اي مؤتمر صحفي نتيجة الاجتزاء من القول او خطا في التصريح وهذا ان دل على شيء فانه يدل على حجم عدم الثقة باي مسؤول.
ما نلاحظه الان وخصوصا في قضية وباء كورونا هو تهافت غير طبيعي على وسائل الاعلام من قبل المسؤولين مما بات يجعلهم موضع تندر الناس وتحريف الكلام .
ما بين المؤتمر الصحفي والصحفي هناك مؤتمر صحفي وما بين تصريح غير مريح هناك تصريح ايضا غير مريح وكأننا امام عرض اعلامي فقط لا غير.
هذا التسابق ليس له ما يبرره خصوصا ان وظيفه المسؤول والوزير هي العمل الميداني وليس الاستعراض على شاشات التلفزة والقنوات الفضائية.
في كل مؤسسة اردنية او وزاره هناك شخص بوظيفة المستشار الاعلامي او الناطق الاعلامي وهو الذي يجب ان يكون في واجهة الاحداث وليس الوزير او المسؤول الذي يبدع في العك.
وهذا المستشار يجب ان يمر عليه الخبر قبل انطلاقته لينظر اليه من باب مهنيته ويجنبه الاخطاء ان وجدت وبالتالي ارساله منقحا وصحيحا الى وسائل الاعلام مكتوبا وموثقا حتى لا يتم الاجتزاء منه او تاويله كما نرى.
لكن الذي يحدث في الاردن ان المستشار الاعلامي لا يستشار فالمسؤول او الوزير افهم منه والناطق الاعلامي لا ينطق فالمسؤول اكثر منه بلاغة ومنطق وهذا ما اوصلنا الى مرحلة التردي هذه في التصريحات.
والكارثة ان المستشار في وزاراتنا اصبح هو من يستشير المسؤول واذا ابدى رايا سمع المقولة الاولى والاخيرة انا بعرف اكثر منك.
مصيبة ما نراه والمصيبة الاكبر ان كل مسؤول في بلادنا لا يمكن ان يعترف ان لكل شخص مهمة هو الاقدر فيها لكن اصحاب السعادة والمعالي والعطوفة عليهم ان يتصدروا المشهد لو كان عن الانتخابات الكولومبية (خبرات في كل شيء الا عملهم)
يحضرني وانا اكتب هذه الكلمات قصيدة للشاعر العربي الكبير نزار قباني بعنوان الديك وحين تذكرتها تذكرت المسؤول في الاردن لانه يريد ان يكون في موقعه هو الواحد بلا شريك وينظر الى كل من دونه كأنهم دجاج .
لذلك وبناءا على نظرية الديك صرنا نرى المهزلة في كل شيء وفي كل تصريح او تلميح وفي كل ظهور اعلامي وصرنا نرى تندر وتنمر وتذمر الناس ....
في بلادنا مؤسسات لا يحكمها اختصاصيون انما يحكمها الديكة لذلك تكون النتيجه انهيار اقتصادي ودمار صحي وكل تصريح ينافي الاخر والكارثة ان الديكة تصيح فقط ولا تبيض ولا ينفع لحمها الا كباب او على المفتول وكلها بتنفخ.
همسة :البريفسور الذي اخترع لقاح الكورونا ...فقط استغل عطلته في نهاية الاسبوع وصمم عشر لقاحات استخدم واحد منها سيدر على شركته 18 مليار دولار
...الديكة في بلادنا صارلهم سنة كل اللي صمموه انهم مش عارفين شو يعملوا.