بقلم : أسيل الحنيطي

تقول امي اطال الله في عمرها ان هناك : زاوية في المنزل " للرايح والجاي" ..
لم تلفتني جملة امي الشهيرة بالفترة الماضية من عمري ، فأنا حقاً حينها لم ادرك ما وراء القصد ، حتى جاء اليوم الموعود و بدات التعلق فيما يدعى" بالانستغرام " ومن باب الظن ان لا بد لحسابي ان يكون عاماً لا خاص بصفتي كاتبه مقال وبحاجه للوصول فهناك عدداً لا بأس به من المتابعين والرسائل التي تصلني يوميا منها ما يصلح للنقاش وأخرى تلح على الحظر وكانها لا تستطيع العيش بدونه .. " مش مهم نكمل "
جميل جداً ان تتعثر برسالة احدهم بل برساله احمد على وجه الخصوص فانا لست من مشجعين كتابه الاختصارات او انساب كل ما هو مفيد او جذاب لمجهول ..." من هو اذا"
احمد الزيود :
شاب لا زال يسبح ببحر المجهول فأنا حقا لست على علاقة وثيقة به ، هو مجرد متابع لمقالاتي وصاحب رأي لما انشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، رسالته لم تكن مجرد كلمات وانما يصحبها مولد طاقة وقد فعل ما فعل في عقلي البسيط .. نعم انها الحاجة الملحة لمتابعة النقاش مع احمد، تحديدا حول ما قد يلزم الانسان في الآونة الأخيرة من " مال، نساء، فرص عمل وغيرها " .
يقول احمد ان ما يلزم حقا هو الحظ .. الحظ فقط ، واختتمها بجملة " الجميع لديهم ريحة حظ بس انا لا" الغريب بالامر ان النقاش انتهى عند تلك الجملة لكن ابحاثي وتساؤلاتي لم تنتهي يا احمد !!

"حظفش"
يعاني من (متلازمه حظفش ) تقريبا ما يعادل 99.9 % من سكان الأرض ، لا بد انه لم يمركم المصطلح المذكور من قبل دعوني اشرح لكم التركيب بصفتي من اطلقته :
حظفش = حظ+فش أي فش حظ ( بلهجتنا الأردنية المرهقة ) والتي تعني ان لا حظ لنا في هذه الحياه ..
ستجد يا عزيزي "متلازمه حظفش" تسيطرعلى النفس البشرية ولربما الروح والجسد في بعض الأحيان عندما يكبو قطار الحياة في أي مرحلة من مراحله ،وستبلغ الذروة لتلك المتلازمة حينما يمرها رائحة الفشل و اللاتحقيق حينها فقط سينطق العالم "غير محظوظين " وساجيبهم انا " فاشلون وليس غير محظوظين"

"دعوني أوضح" :
انا حقا لا احارب ممن يدعون ان لا حظ لهم او انني لا سمح الله انكر وجود الحظ في حياتنا ، بل انني اؤمن جيدا بوجود الحظ وخصوصا انه قد ذكر في اكثر من موقع في القران الكريم ..... فقد قال تعالى (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) سورة القصص الآية 79 , الجزء العشرون .
إضافة الى ذلك فأنا ادرك جيدا ان للحظ أنواع واشكال فمنه لا علاقة لنا به، كحظ الوراثة بشكل جميل لانثى او جسد متناسق لرجل ما ،او قوة حيوية كصبر ومقاومة، او تفوق عقلي كذكاء خارق وغيرها، ولن ننسى البيئة والمحيط فهنالك بيئة جيدة تقدم لنا كل ما هو إيجابي ومؤثر وفرص لنصبح اكثر علماً وثقافة ..
لكن ما قد يثير الغضب والاشمئزاز انهم باتوا يقذفون قلة ابداعهم ، قلة ارادتهم ، قلة صبرهم ، قلة معرفتهم وثقافتهم وأيضا فشلهم الى ما يدعى بالحظ وهنا ساستذكر واياكم جملة امي " في زاوية بالبيت للرايح والجاي " أي ان الحظ بات عذرقبيح .. اقبح من الذنب نعلق عليه قصصنا التي تكللت باللا نجاح فقط لنريح انفسنا من تأنيب الضمير .

تذكروا انني لا اقصد احمد في كلامي السابق ، وانما انا اتحدث عن شريحه كبيرة قد تلامس الأكثرية يتاخذون من الحظ وسيلة للهروب ، احمد لم يقم سوا بمد العون لي لفكرة تقودني للكتابه مجددا ... شكرا احمد انا محظوظه بك .
وبالنهاية لا يسعني الا ان أقول كلنا محظوظين لطالما انفاسنا لا زالت تتراكض في ميدان الحياه وانه لا زال هناك متسع بحجم الوجود للعمل والتفوق ... فقط نريد قليلا من الهمه.