16-12-2020 08:46 AM
سرايا - في الآونة الأخيرة صدرت العديد من الفتاوى المعاصرة التي تهم المسلم في حياته اليومية، سواء الخاصة بجائحة كورونا وما أثارته ومازالت تثيره من تساؤلات وأحكام فقهية، أو غيرها، ونشرت صحيفة "مصراوي" أحدث وأهم الفتاوى المعاصرة التي صدرت مؤخرًا، تعرف عليها في الصفحات التالية:
بيع المتعافي من كورونا بلازما دمه حرام شرعًا
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن بيع المتعافي من كورونا لبلازما الدم غير جائز شرعًا فالدم كسائر جسد الإنسان ملك لله سبحانه وتعالى لا العبد فلا يجوز لأحد أن يتصرف فيما لا يملك، وأضاف في فتواه أن ثمن الدم غير جائز لان الشيء إذا حرم أكله حرم بيعه وثمنه، فقال تعالى: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ". وأشار المركز إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم صراحة في حديث عون بن أبي جحيفة إذ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم، وأكد المركز أنه لا يجوز قياس بيع بلازما المتعافين على بنوك الدم لأن بنوك الدم ضرورية للتداوي والعلاج أما بيع بلازما المتعافي باتجار محرم متفق على تحريمه.
وكان المركز قد أكد من قبل أن تبرع المتعافين من كورونا ببلازما دمهم لمساعدة المصابين الآخرين خاصة ذوي الحالات الحرجة واجب شرعًا، فهو "واجب كفائي إن حصل ببعضهم الكفاية برئت ذمتهم وإن لم تحصل الكفاية إلا بهم جميعًا تعين التبرع بالدم على كل واحد منهم وصار في حقه واجبًا ما لم يمنعه عذر، وإذا امتنع الجميع أثم الجميع شرعًا".
مفتي الجمهورية: نقل الأخبار من مصادر غير موثوقة نشر للفسق
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على ضرورة التأكد من مصادر الأخبار والتوثق منها مشيرًا إلى أن علماء المسلمين قد بذلوا جهود كثيرة لتوثيق أحاديث النبي لى الله عليه وسلم فلابد أن يتعلم المسلمون منهم أن نقل الاخبار يحتاج إلى "عين بصيرة وعقل رشيد"، وأضاف أنه ليس كل ما يقال ينقل كخبر دون توثيق، سواء في أمور الدنيا أو في أمور الشريعة.
"فقه فتبينوا" هكذا وجه شوقي علام المشاهدين خلال احدى حلقات برنامجه لقاء الجمعة المذاع على قناة dmc باستخدام فقه التبين في التعامل مع الأخبار وعدم نشرها إلا بعد التوثق منها لقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".
الأزهر للفتوى: الإلتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي واجب شرعي
أصدر مركز الأزهر العالمي فتوى بوجوب الإلتزام بارشادات التباعد الاجتماعي حيث يصبح مؤكدًا على من يظهر عليه أي عرض من أعراض الأصابة بالفيروس، مؤكدًا ان صحة الإنسان من أعظم النعم التي يجب ان يشكر الله عليها ويحفظها ولا يتهاون معها، ويجب عليه كذلك ان يستخدمها في طاعة الله عز وجل ولا يعرضها للهلاك والأذى.
وأكد المركز أنه يجب على المسلم شرعًا أن يتجنب أماكن الزحام، ومخالطة الناس، وأن يلزم بيته وقت انتشار الوباء إلا لضرورة، ويتأكد الأمر على من ظهر عليه عرض من أعراض الإصابة بالفيروس؛ واسترشد المركز بحديث النبي: "لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ"، مضيفًا أنه يحرم على المسلم مُخالفة الإرشادات الطِّبيَّة، والتَّعليمات الوقائية التي تصدر عن الجهات المختصة؛ "لمَا في ذلك من تعريضِ النَّفسِ والغير لمواطنِ الضَّرر والهلاك".
دار الإفتاء: احتكار وتخزين أدوية "كورونا" حرام شرعًا
في آخر فتوى لها أكدت دار الإفتاء المصرية على أنه لا يجوز شرعًا تخزين أدوية المناعة وغيرها من الفيتامينات المدرجة ضمن بروتوكولات علاج فيروس كوفيد – 19، دون الحاجة إليها، وذلك تحسبًا لزيادة ثمنها فيما بعد، ووصفت الدار هذا الفعل بأنه "من كبائر الذنوب" لأنه يلحق بالناس الضرر والتضييق وهو أشد حرمة وأغلظ في المنع لأنه مرتبط بصحة الناس ودواءهم. وأضافت الدار أن في ذلك استغلال لضروريات الناس وقت الأزمات واشتداد احتياجهم للعلاج، وشددت بضرورة عدم التهاون مع المحتكر في جريمته "بل يجب الضرب على أيدي العابثين بضرورات الناس خلال هذه الأزمة، ومن ناحية أخرى فلولي الأمر أن يعزر المحتكر بما يراه رادعًا له عن جريمته، بغرامة مالية أو بمصادرة ماله ".
الأزهر للفتوى: يجوز تعقيم المتوفي بكورونا بدلًا من غسله
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أحدث فتاواه بأنه يجوز في حال عدم التمكن من تغسيل المتوفى بكورونا بالماء لأس سبب سواء بعدم وجود واقيات شخصية لحماية من يقوم بالغسل أو عدم توفر من يستطيع التعامل مع المتوفى وتغسيله وتعذر مسه للتيمم ولو بخرقة توصل الغبار مباشرة على وجهه ويده، رفع الحرج، وانتقل الحكم إلى التعقيم باعتباره بديلًا عن الماء كالتيمم بالتراب.
وأوضح المركز في فتواه إلى أن التعقيم يطهر الميت ويتم من خلاله السيطرة على العدوى التي يمكنها ان تنتقل إلى غيره مستندًا في ذلك إلى آراء بعض فقهاء المالكية بسنية الغسل لا فرضيته على الكفاية، وبما ذهب إليه بعض الحنابلة أيضًا بأن من تعذر غسله، حسيًا أو معنويًا، لا يُيمم، ويصلى عليه بلا غسل أو تيمم، على أساس ان المقصود من الغسل التنظيف وهو لا يتحقق بالتيمم.
لكن أكد المركز أيضًا ان الواجب في حق المتوفي بكورونا هو الغسل مع اخذ المغسل بكافة الاحتياطات الوقائية لمنع العدوى إليه حسب تعليمات وزارة الصحة، واشار إلى أنه يجب منع دخول أفراد لا دور لهم في الغسل وإذا حدث وتواجدوا معه فلابد أيضًا ان يلتزموا بالاجراءات اللازمة لمنع العدوى، وفي حال تعذر الغسل يمكن ان يتم الاكتفاء بمجرد إسالة الماء عليه ولو من بعيد.
فيظهر من الفتوى أن الواجب أولا تغسيل الميت بكورونا فإذا تعذر الغسل يتم الاكتفاء بمجرد إسالة الماء، ثم التيمم، ثم التعقيم فقط، وأكد المركز في نهاية فتواه أنه لا يجوز الانتقال من الأصل إلى صورة اخف إلا بضرورة مانعة من فعله وكل حالة تقدر حسب ظروفها.
الأزهر يشدد على تحريم لعبة بابجي بعد التحديث الأخير
تابع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الجدل الدائر حول تحديث لعبة بابجي الجديد الذي يحتوي على تعظيم اللاعبين للتماثيل التي اعتبرها البعض أصنامًا، وأصدر المركز فتاوه في بيان رسمي بهذا الخصوص مؤكدًا حرمة لعبة بابجي ذاكرًا فيه: "تأكيده حرمة كافة الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف أو تحتوي على أفكار خاطئة يُقصد من خلالها تشويه العقيدة أو الشريعة وازدراء الدّين، وتدعو للرّكوع أو السجود لغير الله سبحانه أو امتهانِ المقدسات أو عنفٍ أو كراهيةٍ أو إرهابٍ أو إيذاءِ النَّفس أو الغير".
وأكد البيان أن للعبة تأثير وخطر كبير على عقيدة الأبناء، فالتحديث الذي يحتوي على سجود لاعب وركوعه لصنم فيها للحصول على امتيازات داخل اللعبة أمر شديد الخطر وعظيم الأثر في النفوس، "فلجوء طفل أو شاب إلى غير الله سبحانه لسؤال منفعةٍ أو دفع مَضرَّةٍ ولو في واقع إلكتروني إفتراضي ترفيهي؛ أمر يشوِّش عقيدته في الله خالقه سُبحانه، ويُهوِّن في نفسه عبادة غيره ولو كان حَجَرًا لا يضر ولا ينفع".
الأزهر للفتوى: نشر أسرار البيوت وتصوير الطعام والشراب على وسائل التواصل مرفوض شرعًا
في إطار حملته للتوعية الأسرية والمجتمعية، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية على ضرورة حفظ اسرار البيت والأسرة وعدم تناولها خارج إطار الزوجية خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيا إلى أهمية حفظ الأسرار وصون العلاقات الأسرية.
وأوضح مركز الأزهر أن الزوجة التي تتحدث عن الأمور الأُسَريّة، وتُفْشي أسرارِ بيتها أمام الآخرين، فتخبر أهلها وصديقاتها بما يحدث في المنزل، وقد تقوم بتصوير كل شيء حتىٰ الطّعام والشّراب، ثم تنشره علىٰ شبكات التواصل الاجتماعي، حتىٰ إنّ البعض ينشر تصرفات الأبناء، وكلّ صغيرة وكبيرة.. الزوجة التي تفعل ذلك إنما ترتكبُ أمرًا مرفوضا شرعًا وعُرفًا، لكونه من أعظم أسباب تفكُّك الأسرة وضياعها، وهذا الكلام موجّه إلى الزّوج كذلك وكل فرد في الأسرة.
وأضاف الأزهر للفتوى في بيانه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الإسلام حفظَ الأسرار من أهم القيم والأخلاقيات، التي تحافظ على الكيان الأُسَريّ وتحقق استقرار هذا البناء العظيم، واعتبر ما يخالفه من أكبر عوامل الهدم لهذا البناء؛ بما يسببه من خلافات تؤدي في نهايتها في كثير من الحالات إلىٰ الطلاق، وهدم الأسرة ، ومن ثم تفكك المجتمع.
وقد أثنىٰ اللهُ تبارك وتعالىٰ علىٰ النساء اللاتي يحفظن الأسرار ووَصَفَهُنَّ بالصلاح ، فقال سبحانه: {...فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ