17-12-2020 11:35 AM
بقلم : سيرينا الزعبي
انطالقا من أهمية دور اإلعالم في المجتمعات العربية والاجنبية في عملية نشر االخبار والحقائق والمعلومات كما هي من المشهد الحي للدول )الميدان( دون زيادة او نقصان، كما شاهدنا اإلعالم العالمي الرسمي وظف جميع الوسائل اإلعالمية المكتوبه )الصحف والمجاالت،( والمرئيه )التلفاز والحاسب( وغيرها في نشر الأخبار.
فاالعالم الرسمي لكل دوله عمل على نشراالخبار بما يحدث في البيئتين الداخلية والخارجية، وساهم في حماية حق المجتمع في المعرفة، إضافة إلى تكوين رأي عام بما يتضمن معايير التعددية والتنوع في أراء الجمهور، حيث عمل على استطالع في عدة قضايا سببت أضرار نفسية بالدرجة األولى بسبب االنتقال من حياة مليئه بالحرية إلى حياة شديدة القيود مما ساهم في جعل البعض يخسرون وظائفهم بشكل كامل، والبعض االخر يخسرون دخلهم.
لم تغفل عين اإلعالم لجزء من الثانية أن تنشر األخبار باستخدام جميع وسائلها اإلعالمية الحديثة عبر مواقع بأول، إضافة إلى التواصل االجتماعي عن تفاصيل ملفات وزارات الصحة والصحة العالمية لألوبئة أوالً تتبع األخبار المزيفه من الصور والفيديوهات التي تنشر عبر مواقع التواصل االجتماعي حي ُث ساهمت الكثير من الوسائل اإلعالمية في محاربة الشائعات وزيادة التوعية المجتمعية في تتبع األخبار من مصادرها الرسمية.
ففي صحيفة الجارديان البريطانية والتي ناقش فيها هوغو ميرسييه انتشار األخبار المزيفه في أوقات األزمات، اضافة إلى دور الناطقه باسم الحكومة البريطانية روزي دياز والتي نشرت عدة فيديوهات لها وهي تتحدث عن محاربة الشائعات عبر تويتر، اضافة انها كانت ضيفه على قناة التلفزيون العربي وتحدثت عن الشائعات وكيف يتم محاربتها في بريطانيا.
هذا فيما يتعلق بالتواصل الجماهيري من جهه، لكن فيما يتعلق من جهة تتبع اإلعالم في معرفة المستجدات والتغييرات الصحيه ألزمة كورونا ومدى تأثيرها على االقتصاد على المستوى الداخلي والخارجي بالدرجه األولى، وعلى الجانب االجتماعي بالدرجة الثانية كما حدث في إيطاليا دفن الموتى دون وداع وصالة، وإيطاليا هي من أول الدول التي صرحت بإنهيار نظامها الصحي وفقدانها للسيطره على الرغم أنها في بداية األزمة كان إعالمها يتباطئ في نشر االخبار بحسب ما أشار الصحفي وعالم االجتماع اإليطالي إدواردو
نوفيلي من جامعة "روما 3 "للقناة العربية األلمانية )DW .)
لكل مهنه حقوق وواجبات، لكن هل استطاع اإلعالم العالمي ممارسة مهنته كما يجب، أم وباء كورونا ساهم
في منعه...؟؟
فكما رأينا من حجب لمواقع تابعه لمؤسسات إعالمية مقرها السعودية حيث تم إغالقها لمخالفتها ألنظمة
وزارة اإلعالم وإساءتها للمملكة، ومن بينها موقع الوكالة باللغة العربية )األناضول(، مما أدى إلى وجود
صراع إعالمي بين سعودية وتركيا وبعدها قامت تركيا أيضا بحجب مواقع إخبارية لسعودية من بينها موقع
"اندبندت"، اما في كوريا الشمالية فرضت سيطرتها الشديده على اإلعالم حيث أثارت الشكوك في صحة
التصريحات عن خلو البالد من الفيروس، كما نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أخبار مضلله بحسب ما
صرح الصحفي السابق نوفيلي، كما صرحت صحيفة الجارديان البريطانية ونشرت تحذير لجمهورها تحت
عنوان " تحذير من الفيروس التاجي إنه يؤدي إلى ارتفاع حاد في الوفيات في المنزل" مصارحةً جمهورها
بأن اإلسعاف تلقى الكثير من المكالمات الهاتفيه وعندما يصل إلى المنازل المصابين يجدهم قد فارقوا الحياة،
وهذا ما جعلها تعترف أن عدد الوفيات الذي يصرح عنه اإلعالم البريطاني يختلف عن العدد الحقيقي ألنها
ال تعد االشخاص الذين توفوا في منزلهم.
بينما رأت بعض الصحف والقنوات أن هذا الوباء فرصتها لتعيد ثقتها إلى جمهورها ومن بينها مؤسسات
إعالمية إمارتية وبريطانيه، وصرحت بذلك عبر مواقعها االلكترونية، هناك إعالم يخدم وهناك إعالم يهدم،
فهناك وسائل إعالمية لم تصرح باألرقام الحقيقية ألزمة كورونا ألن الظروف منعتها من ذلك، إضافة أن
بعض وسائل اإلعالم األخرى استخدمت عنصر التشويق في عنوانات األخبار ومن بينها عدة قنوات عربية
وأجنبية تلقت الكثير من االنتقادات الهجومية وأثارت غضب الجمهور بعد أن نشرت أخباراً عبر صفحتها
االلكترونية لظهور نتائج عينات مصابين دون أن تذكر النتيجة ووصفها البعض بالمثيره للفتن.
وعلق أخرون: "غدا سنراها مغلقة" بعدها حذفت إحدى القنوات الخبر وأعادت نشره بالصيغة الصحيحة
والجزء اآلخر من القنوات قد وضعت عناوين متناقضه لتفاصيل األخبار عبر مواقعها اإللكترونية مما
يساهم في إثارة الهلع والخوف عند جمهورها، والعالم بهذه الظروف اإلستثنائيه لديه ما يكفي وليس من
أخالق اإلعالم أن يستخدم عنصر التشويق في هذا الظرف اإلستثنائي الذي يعيشه العالم.
بينما اليونسكو صرحت بأنها ال تملك ما يكفي من ألبسة وأدوات وقائيه لدى المراسلين العاملين في
المؤسسات اإلعالمية مطاِلبهَ بالمساعده، فال تستطيع أن تطلب من المراسلين العمل على إعداد التغطيات
والتقارير وهم ليس لديهم اداوات وقائية من الفيروس بحسب ما ذكرت صحيفة
NEWS UN .) (هناك الكثير من الدول لم تستطع توجيه إعالمها بالطريقة الصحيحه واخرى منعتها
الظروف من ذلك، فالمؤسسات اإلعالمية لم تستطع تأدية واجبها على أكمل وجه، متأثرة بأزمة كورونا.
اما اإلعالم األردني استطاع توجية المؤسسات اإلعالمية، إلدارة ملف المعلومات بشكل موازي ألزمة
بأول، إضافة إلى أنه ساهم في تكوين الرأي العام ومشاركة
كورونا وتزويد الجمهور بالمعلومات أوالً
الجمهور، وعمل على عدة استطالعات من خالل مواقعِه االلكترونية، كما ساهم في محاربة الشائعات
وتنمية الوعي عند المجتمع بهذا الوباء وتوصيل التعليمات األمنية بوضوح، أنه لم يكن هناك صراع إعالمي
حول السبق الصحفي لمعرفة األحداث والمستجدات، فاإلعالم يحمل رساله، ودقة الخبر أهم من سرعته،
لكن في اإلعالم األردني رأينا الدقه والسرعة معاً، وهو قادر على المنافسة الدولية بقوة، فاإلعالم األردني
أن نرى إعالمنا في تطور ونهوض مستمر
هو جزء من أجهزة الدولة ومساند أول لها، فكما تعودنا دائماً
على الساحة اإلعالمية محلياً ودولياً.