بقلم : هاشم الخالدي

سمعت وقرأت أمس انتقاد بعض الأخوة و الزملاء لتصريح معالي وزير الزراعة محمد داودية بخصوص تصريحه الصادم الذي قال فيه أن الزراعة تعيش في غرفة الانعاش .

اسمحوا لي أن ابدي برأيي مع احترامي لجميع الأراء فأنا أجد رغم صعوبة ما تحدث به داودية أنه التصريح اللازم و الصحيح في هذه المرحلة فهو يأتي لصدمة الانعاش الصعبة للمريض من أجل ابقاءه على قيد الحياة.

ربما أن معالي أبو عمر قال ما قاله لأنه لم يقبل أن يكون مجرد وزير عابر يوقع على الكتب الرسمية و يكتفي بأخذ صور مع المزارعين.

ما قاله هو الحقيقة بأن المزارع الأردني يحتضر و الزراعة في الأردن تحتضر و أن الناقل الوطني وهي الملكية خذلت جميع الأردنيين كما خذلت المزارع الأردني حين لم تقم بتخفيض اسعار نقل الخضار و الفواكه للمزارعين و أبقت على أسعارها المرتفعة متناسية أن الاردن و العالم يمر بجائحة كورونا التي أكلت الاخضر و اليابس من أموال و مدخرات المزارعين.

هذه الصدمة أو التصريح الصادم على الدولة و الحكومة ان تتعامل معه بجدية و ان تتخذ خطوات عملية ربما يكون منها ضخ 100 مليون دينار على سبيل المثال في صندوق الاقراض الزراعي لمنحها للمزارعين و ايضا اجبار الناقل الوطني على منح أسعار تفضيلية لتصدير منتجات المزارع الاردني من الخضار والفواكه وغيرها من القرارات.

بالنسبه لي .. اجده تصريح في محله رغم انه صادم إذ على الدولة الأردنية الآن أن تنتبه بجدية و بسرعة لهذا القطاع الهام و تحرص على عدم انهياره لأن المزارع الأردني الآن هو ذخيرتنا الحية التي سنواجه به أيامنا القادمة في التعافي من هذا الوباء.

نعم اتفق معكم بأنه تصريح صادم لكنني في المقابل اتفق مع اطلاقه و تعميمه لإيجاد حلول فورية و آنية تنقذ هذا القطاع الهام الآيل للسقوط.

لا نريد وزراء السلفي و لا نريد وزراء الشوو الإعلامي ... نريد أن نسمع كما سمعنا من داودية مدى عمق الجرح الذي أصابنا كي نستطيع علاجه قبل فوات الأوان.