19-12-2020 03:48 PM
سرايا - في صيف عام 2016 وتحديدًا في شهر مايو، شهدت قرية الكرم بأبوقرقاص بمحافظة المنيا، مشاجرة كبيرة وأعمال عنف بسبب «إشاعة حب»، عن وجود علاقه بين شاب وربة منزل، وشهدت القرية اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن احتراق نحو 7 منازل، وإصابة شخصين، وذلك بزعم وجود علاقه عاطفية بين «أشرف. ع»، 30 عاما، صاحب محل أدوات منزلية، وربة منزل تدعى «ن. ر»، 32 عاما مما تسبب في حدوث واقعة الكرم والتي هزت الرأي العام في مصر كلها.
القصة الكاملة لواقعة الكرم
القصة كاملة كشفتها تحريات المباحث حينذاك، حيث اكتشف زوج السيدة وجود علاقة بينها وصاحب محل؛ فطلقها، وتجمع عدد من أهلية السيدة أمام منزل الشاب للانتقام منه، واعتدوا عليه بالضرب، وأشعلوا النيران في منزله، والتي امتدت إلى 6 منازل أخرى مجاورة ومخزن بلاستيك.
وأصيب كلا من «عطية. ع»، 58 عاما، مزارع، ونجله عياد، 30 عاما، عامل، بكدمات وجروح.
في أعقاب ذلك توجهت سيدة مسنة تدعى سعاد ثابت، 70 عاما، إلى قسم شرطة أبو قرقاص بجنوب المنيا، وحررت محضرا اتهمت فيه عددا من الأشخاص بالاعتداء عليها بالضرب، وتجريدها من ملابسها.
وأحيل المتهمون الثلاثة إلى المحاكمة، وصدر حكم غيابي عليهم في 11 يناير الماضي، بالسجن 10 سنوات، وأعادوا إجراءات المحاكمة، حتى صدر حكمًا أول أمس الخميس ببراءتهم.
وكلف النائب العام المستشار حمادة الصاوي، بعد حكم محكمة جنايات المنيا، بحق المتهمين الرئيسيين في القضية، مكتبه بدراسة الطعن على البراءة، وأمر بتكليف المكتب الفني في مكتبه بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة المعروفة بـ«سيدة الكرم»، فور إيداع محكمة الجنايات التي أصدرت الحكم أسبابه.
أول تعليق من «سيدة الكرم» بعد تدخل النائب العام
وقالت سعاد ثابت، الشهيرة إعلاميا بـ«سيدة الكرم»، المجني عليها في واقعة التعرية، التي وقعت عام 2016، بمركز أبوقرقاص، في جنوب محافظة المنيا: «مش عايزة غير حقي، وحق ولادي اللي اتبهدلوا معايا».
وأضافت سيدة الكرم، في أول تصريحات صحفية لها لـ«الوطن»، أن المتهمين في الواقعة أحرقوا منزلها، وقاموا بأعمال سلب ونهب ورغم ذلك لم تبال أو تتأثر بتلك الوقائع، وإنما أحزنها تجريدها من ملابسها إذ شعرت بانتهاك كرامتها وآدميتها وشرفها، مؤكدة: «كان يمكن أن أتغاضى عن أي شئ إلا تجريدي من ملابسي؛ لأنها مرتبطة بالشرف والعرض، ولن أنسى هذه الوقائع ما دمت على قيد الحياة».
وأوضحت «سعاد» أنها تعرضت للاعتداء بالضرب وقت الحادث، وتدخل من وصفتهم بأولاد الحلال وستروها بملابسهم، وانتظرت أن تحصل على حقها بالقانون، وحينما صدر حكم غيابي سابق على المتهمين الثلاثة بالسجن 10 سنوات، شعرت بالأسف والحزن؛ لأن هذا العقاب لا يتناسب مع الذنب الذي اقترفوه، متابعة: «10 سنين قليلة علي تعرية سيدة بالشارع، والجميع يعرف أن أغلي من العرض والشرف مفيش».
وقالت «سعاد»: «صوتي وصلته للعالم كله، وما زلت أعيش على أمل أن آخذ حقي، ولو صدر ضد المتهمين حكم بالسجن 100 سنة، لا يعوض كسرتي أنا وأسرتي في الشارع، لو كانوا ولعوا في كل الدنيا وسرقوا ونهبوا، ده كله ميجيش حاجة أهم من عرضي وشرفي».
وأضافت «سيدة الكرم»: «إحنا أسرة مش بتعمل العيب، ومش بنغلط في حد، وعمرنا ما عملنا حاجة وحشة، لكن المتهمين عملوا كدا نكاية في أبنائي؛ لأنهم ناجحين في حياتهم العملية»، مشيرة إلى أنها منذ وقوع الحادث تركت قريتها ولم تعد لها مرة أخري؛ إذ تقيم في أخرى.
محام سيدة الكرم: النائب العام وحده يملك الطعن على براءة المتهمين
قال إيهاب رمزي عضو مجلس النواب ومحام «سيدة الكرم»، إن بداية واقعة تعرية موكلته شهدت حيرة الأسرة في التقدم ببلاغ وتحمل فضيحة وعار كبير، خاصة أنها تنتمي إلى صعيد مصر، وهو ما جعل السيدة مترددة في الحصول على حقها، كما أن هذا الأمر جعلها لا تدلي بأقوالها لمدة تقدر بنحو 3 أو 4 أيام، لكن ابنها أكد أن أمه تم تجريدها من ملابسها تماما في تليجراف للمحام العام في نفس اليوم، واتخذت السيدة القرار بتحمل الفضيحة وتقديم البلاغ.
وأضاف خلال تصريحات عبر تطبيق «سكايب» مع الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج «الحكاية» الذي يعرض عبر شاشة «MBC مصر»: «موكلتي امرأة هتك عرضها وجردت من ملابسها في مجتمع ريفي، وهذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى على ما أعتقد بسبب صعوبة الجريمة، وجارتها المسلمة هي من أنقذتها ومنحتها الملابس، وابنها كان متهما في القضية وقال إن والدته هي من حمت وسترت الضحية، لكن بسبب تعارض المصالح واتهام ابن السيدة التي استشهدت بها في القضية، فإنها غيرت أقوالها في الواقعة وقالت إنها لم تجرد من ملابسها».