سرايا - سرايا - أدان عدد من الشعراء والنقاد المصريين ما تعرض له مؤخرا الشاعر الليبى ربيع شرير من تعذيب وانتهاك لحقوقه الإنسانية من قبل النظام الليبى عقابا له على اشتراكه فى ثورة أحفاد المختار والمطالبة بأبسط حقوق الليبيين.

وكان قد انتشر عبر الانترنت فيديو يظهر فيه ربيع شرير وهو تحت طائلة التعذيب الجسدى والمعنوى، وقد بدا من شدة التعذيب مسلوب الإرادة طائعا لكل ما يوجه إليه من تعليمات وتجاوزات غير لائقة، بعدها توالت ردود الأفعال الغاضبة والمستنكرة لما تعرض له الشاعر الشاب.

من جانبه أوضح الناقد سيد محمود أن تعذيب أى إنسان يعد جريمة تكتسب معنى مضاعفاً إذا توجهت لمثقف، مشيراً إلى أن الاعتداء القاسى على "شرير" هو محاولة إجرامية لإسكات الأصوات الجادة التى تسعى التغيير.

فيما اعتبر الناقد أحمد حسن عوض أن ما حدث جريمة يألم لها الضمير الإنسانى لأى رجل عادى وليس مثقفا ومهتما بأحوال المثقفين فى عالمه.

وقال حسن إن يصرخ رجلا مثل الأطفال، فهذا أمر يجرح كبرياء أى إنسان، فما بالك بمبدع مرهف المشاعر والأحاسيس، يتجاوز تعذيبه حد الامتهان الجسدى إلى الامتهان المعنوى، الذى يترك فى نفسه آثارا قد لا يمكن معالجتها.

وطالب الشاعر عبد الرحمن يوسف كل المتضامنين مع "شرير" من الشعراء بكتابة قصيدة فى النظام الليبى الذى يقمع مواطنيه الشرفاء، وفى معمر القذافى الذى وصفه بـ "المجنون" "حتى يدخل القذافى التاريخ من باب الهجاء كما يليق به بأمثاله"!

أما الشاعر أسامة عبد الصبور فقال: إن النظام الليبى الذى لا يفرق بين أى من مواطنيه الذين يطالبون بحقوقهم ويعاملهم جميعا باعتبارهم أعداء للوطن الممثل فى شخص الزعيم، لم يتعلم من تجربة تونس ومصر فى القمع والتعذيب، وهو الآن يتعامل مع "شرير" ومع غيره بنفس الغباء السياسى الذى تعامل به مبارك، وبن على مع الثائرين، ولن يجر عليه ذلك إلا مزيدا من الثائرين، وإضافة جديدة لتاريخه الأسود.

واستنكر الشاعر والروائى كريم الصياد ما حدث لـ"شرير" واعتبره جريمة ضد الإنسان الليبى قبل أن يكون جريمة فى حق مثقف محترم مشهود له بالكفاءة والتحقق.

وقال الصياد: إن إذاعة التليفزيون الليبى الرسمى لفيديو تعذيب "شرير" يدل على تحكم مبدأ الجنون من كل شىء فى ليبيا، كما يدل على انهيار النخبة الليبية التى لم يعبأ بها النظام، ولم يحاول مغازلتها بأى شكل من الأشكال.