سرايا - ولد أبو نصر الفارابي عام 870 في مدينة فراب (الآن أوتيرار في منطقة تركستان في كازاخستان) مكان تدفق نهر آريس إلى سيرداريا.

في ذلك الوقت كانت مدينة أوتيرار مركزًا سياسيًا وتجاريًا واقتصاديًا كبيرًا. وفقًا للأسطورة، قبل سقوط أوتيرار، كانت تضم مكتبة ضخمة، تأتي في المرتبة الثانية بعد مكتبة الإسكندرية. ويعزي انشاؤها إلى الفارابي.

الفيلسوف من مواليد الترك، ويمكن إثبات ذلك بكلمة "طرخان" باسمه الكامل. بعد أن تلقى تعليمه الأولي في وطنه، درس الفارابي وعمل في المدن الكبرى في آسيا الوسطى - بخارى وسمرقند.

قضى الفيلسوف سنوات عديدة في بغداد، المركز الثقافي والسياسي للخلافة العربية. هنا درس مختلف فروع العلوم واللغات.
بالإضافة إلى ذلك، تعرف على أعمال الفلاسفة اليونانيين القدماء في مدرسة للمترجمين في بغداد، حيث درسوا وترجموا أعمال أرسطو وأفلاطون هناك ، وأصبح أحد مؤسسي نظرية المشاة الشرقية - وهي فلسفة إسلامية من القرون الوسطى ناطقة بالعربية تستند إلى نفوذ أرسطو. وبدأ تسمية الفيلسوف الشرقي باسم "المعلم الثاني" بعد أرسطو. من المعروف أن نطاق معرفته كان واسعًا جدًا - من الدين والرياضيات والفلسفة إلى الموسيقى والسياسة. تراث الفارابي العلمي هو حوالي 200 عمل علمي غطت مختلف فروع المعرفة. ومن أشهر أعماله: "رسالة في آراء سكان المدينة الفاضلة" و "رسائل فلسفية" و "كتاب كبير عن الموسيقى". تُرجمت أعماله إلى العبرية واللاتينية في العصور الوسطى في أوروبا. في ديسمبر 950، توفي الفارابي في دمشق وعمره يناهز الثمانين.

و في عام 2007، اتفقت حكومتا كازاخستان وسوريا على التعاون في بناء المركز التاريخي والثقافي وضريح الفارابي، وترميم ضريح السلطان الظاهر بيبرس في العاصمة السورية.

ومولت كازاخستان مشروع بناء متحف ومركز ثقافي في موقع الضريح في العاصمة السورية دمشق .

اسم الفارابي في كازاخستان

في كازاخستان المستقلة، يحظى اسم الفارابي باهتمام خاص. اليوم، إحدى الجامعات الرائدة في البلاد، الجامعة الوطنية الكازاخستانية تحمل اسم الفارابي وبالاضافة الى تسمية الشوارع في مدن مختلفة في كازاخستان ، بما في ذلك أحد الشوارع الرئيسية في ألماتي.

ويوجد في معرض الكتاب "الفارابي مراسي" (تراث الفرابي) بالمكتبة الوطنية لجمهورية كازاخستان أكثر من 400 كتاب، صورة، خرائط، اقتباسات تحكي عن حياة واعمال الفارابي.

منذ عام 2014، تقيم جامعة الفارابي الكازاخستانية الوطنية نشاطات وفعاليات مثل "قراءات الفارابي" الدولية للطلاب والعلماء الشباب، بالإضافة إلى "أولمبياد الفارابي" لطلاب المدارس الثانوية.

وتقيم الجامعة المشروع العلمي والمبتكر "جامعة الفارابي المدينة الذكية"، المختصة بالموضوعات التي تتعلق بأعمال الفارابي، ويجري مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه بدعوة من العلماء المختصين بالفارابي من مختلف البلدان.

وفي أغسطس 2019، تم افتتاح متحف "بيت الفارابي الإثنوغرافي" في اسطنبول. والذي تزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 1150 لميلاد الفارابي.

في الجامعات الرائدة في الأردن و تركيا و وإيطاليا والصين ومصر وبلغاريا ودول أخرى، تم افتتاح مراكز البحث والتعليم التابعة للفارابي وتشغيلها بنجاح.

و في عام 2020، يتم الاحتفال بالذكرى 1150 للفارابي تحت رعاية اليونسكو على نطاق دولي. ونظمت السفارات الكازاخستانية ومراكز الفارابي الأجنبية عددا من المؤتمرات الدولية. حيث شارك في هذه المؤتمرات أكثر من 5000 شخص من 50 دولة. كانت العديد من المؤسسات التعليمية الأجنبية حريصة على التعاون. وكان من بينها مؤسسات مثل جامعة أكسفورد، والجامعة باسم جواهرلال نهرو، وجامعة إسطنبول، وجامعة كابوديستريان الوطنية في أثينا، وجامعة صوفيا وجامعة دمشق، وجامعات اخرى.

وشاركت في فعاليات الذكرى العديد من الأوساط الأكاديمية الدولية، والمجتمعات، ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي (OIC)، والمنظمة الدولية للثقافة التركية (TURKSOY)، والبعثات الدبلوماسية، بالإضافة إلى كبار علماء الفارابي الأجانب . ومن المخطط تنظيم محاضرة عن تراث الفارابي من قبل جامعة الفارابي لطلبة الجامعة الاردنية في شهر ديسمبر للعام الحالي.

و يظل الفارابي فيلسوفًا حقيقيًا يساهم عمله في فهم العولمة وزيادة التسامح في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية.