20-12-2020 05:44 PM
بقلم : عزالدين القصراوي
لا ينكِرُ عاقلٌ ما فَعلهُ النظام السوريّ من مذابح و مجازر بحق أبناء شعبه ؛ و لا يمكن لواعٍ أن لا يقول بأن المليون قتيل الذين سقطوا منذ اندلاع الثورة السورية إلى اليوم ؛ دَمُهم في رقبة النِظامِ و أعوانه و بعض التظيمات المسلحة من مختلف الأقطاب الدينية و السياسية .
و لا يدافع عن مسؤولية النظام في هذه المجازر إلا نوعان :
النوع الأول : هم الذين تربِطُهُم مصالح و علاقات مشتركة مع النظام سواء أكانت مادية أو مناصب رفيعة في الدولة .
و النوع الثاني : هم المُضلَلون الذين أخذوا من موضوع الثورة صراعاً طائفياً دموياً ، على عكس هدفها الرئيس ؛ ألا و هو رفع الظلم عن أبناء الشعب السوري و منحه حرية تقرير المصير و المساواة بين أبناءه بغض النظر عن العِرق أو الأصل أو الدين .
و من باب الإنصاف و رغم كل السلبيات التي اتسم بها النظام السوريّ ؛ إلا أن الغالبية من الشعب العربي كانت تشهد له بأنه صاحب نبرة قومية عالية حافظت على ارتفاعها على مدار السنوات التي سبقت الثورة .
ثم أن الجدير بالذكر بأن موقف النظام العدائِي إتجاه إسرائيل "حتى و إن كان بالكلام" فهو نقطة محسوبة له .
و ما زال مؤيدوا النظام يتغنون بعدم وجود سفارة إسرائيلية على الأرض السورية ، و ما زال حاملوا الجواز الإسرائيلي محرومون من أن تَطَأَ اقدامُهم أرض الشام .
إضافة إلى أن العلاقات السورية الأمريكية لم تكن يوماً على ما يرام و هي متسمة بِالكرهِ المُتبادل .
و على الجانب الآخر فالمعارضون لهذا النظام يصفون قوميته "بالخزعبلات المصطنعة" التي يخدَعُ بها أصحاب العقول الضعيفة ، و يشيرون إلى أن هذا النظام لو كان يشكل خطراً على الجانب الأمريكيّ و الإسرائيليّ ؛ لأُطيح به منذ عهد حافظ الأسد .
كل تلك التحليلات و الأقاويل و الآراء المتناقضة ؛ كانت مادةً دسمة تناولها الإعلام و ناقشها عبر عشرات السنين الماضية بحثاً عن حقيقة النظام السياسيّ الأكثر جدلاً في الوطن العربيّ .
و يبقى السؤال الآن :
هل النظام السوري نظام قوميّ عروبيّ شريف ؟
أم أنه نظام مُجرم عاث في الأرض الفساد و دمّر البلاد و العباد ؟