30-04-2011 07:52 AM
سرايا - سرايا – وصفت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية المصالحة بين فتح وحماس بزواج المتعة المؤقت وقالت :تخيلوا محاميين يتزوجان في الثلاثينيات من أعمارهما. أصبحا منظمين في حياتهما، ولكليهما مكتب ومنزلة ومكان سكن محترم. فهو على ثقة بأنها بعد الزواج ستتحول للسكن معه في بيته، وهي من جهتها على قناعة بأنه سيتحول للسكن معها في شقتها الفخمة.
هذه النقطة غير واضحة بين الزوجين. بعد الزواج فورا يدخل الاثنان المقعد الخلفي لسيارة الاشبين المزينة. ينظر هذا في المرآة ويسأل: 'الى أين؟'، تُجيب: 'الى شقتي'، ويجيب هو: 'الى بيتي'. يقف الصديق الحائر. يبدأ الزوجان الشجار لكن للامتناع عن فضيحة يقضيان الليلة الاولى في جناح في فندق. كلاهما ممتلئ مرارة وغضبا. فهي تقضي الليلة في غرفة النوم وهو على الأريكة في الصالون. وهناك أمر واحد محقق هو انه لا يولد أولاد من هذا الزواج.
في الاسلام عدة أنواع من الزواج بحسب نية الطرفين. يسمى أحد الأنواع 'زواج المنفعة'. يقع هذا عندما يتزوج الطرفان لا من اجل انشاء حياة زوجية منظمة بل كي يبدوا في العائلة وبين الناس متزوجين بسبب المنفعة التي يُحدثها هذا الوضع لكل واحد منهما.
أما نوع آخر من الزواج في الاسلام هو 'زواج المتعة'، وهو قصير على نحو عام ومتعلق بمقدار 'المهر'. هذا ما ينوي طرفا الاتفاق بين م.ت.ف وحماس احرازه، أي المنفعة والمتعة لا الاولاد. الامر المهم هو ظاهر الوحدة والاطراء على احرازها لا الوحدة نفسها.
' ' '
كي نفهم ما الذي دفع م.ت.ف وحماس الى الاتفاق، يجب علينا ان نفهم المحيط الذي تعملان فيه: فمن جهة يجري أبو مازن قُدما مع الاعداد لاعلان دولة فلسطينية في يهودا والسامرة وغزة مع تلقيه دعما قويا من اوروبا وربما حتى من البيت الابيض.
وبهذا الايقاع سيصبح في ايلول (سبتمبر) رئيس دولة حقيقية، دولة كسائر دول العالم. لكنه يرى ان هذا الامر سيكون كارثة. لانه في الساحة الداخلية، الفلسطينية والعربية، سيُتهم بالخيانة لانه تنازل عن حيفا ويافا وتخلى علاوة على ذلك عن اللاجئين في مخيماتهم في لبنان وسورية والاردن، وفصّل لنفسه دولة على 22 في المائة من فلسطين مع ميزانية ضخمة بالدولار واليورو.
يرى أبو مازن ان هذا الوضع لا يطاق. فالحديث عن فرق كبير، كبير جدا، بين وضعه الدولي الممتاز اليوم وبين منزلته المحلية باعتباره خائنا. فهو يحتاج الى دعم ليسد أكبر أفواه منتقديه من رجال حماس.
وهكذا حتى لو أفضى الاتفاق الى فوز من جديد للمنظمة الارهابية الاسلامية بأكثر مقاعد المجلس التشريعي كما حدث في كانون الثاني (يناير) 2006 بل الى فوز حماس بمنصب الرئاسة، في الانتخابات التي يفترض ان تُجرى على حسب الاتفاق في غضون سنة، فمن الأفضل لأبو مازن ان يخسر الدولة لحماس من ان يُعرض باعتباره خائنا. يجب عليه أن يبلغ ايلول مع هدوء مصطنع في ساحته الخلفية، وهو يحاول شراء هذا الهدوء لهذا الاتفاق.
في الآن نفسه يقف قادة حماس ويتطلعون الى رؤية كيف يحتضن العالم أبو مازن ويتجاهلهم برغم ان لهم في غزة دولة كاملة. فهي دولة ذات حدود وجيش وصناعة صواريخ وجهاز قضاء واقتصاد وصحة. مثل دولة حقيقية. ومع ذلك كله يتحدث الجميع الى أبو مازن ويُعد الجميع له دولة ويهيئ الجميع له الحسابات الضخمة.
أما هم، وهم ممثل أصيل وشرعي ومقبول للشعب الفلسطيني فلا يوليهم أحد عناية. يخافون ان يتم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية على نحو رسمي بأنها رب البيت في دولتهم وهذا أمر غير مقبول عندهم تماما.
القدس العربي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-04-2011 07:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |