22-12-2020 04:29 PM
بقلم : أفنان عوينات
في عام 1938 و تحديدًا في الساعة الثامنة من عيد الهالوين تجلّت سطوة الإذاعة على الولايات المتحدة الأمريكية حينما قُدّمت رواية حرب العوالم أو الكواكب من الممثل أورسون ويلز على إذاعة كولومبيا CBS.
الرواية دراما ماخوذة من قصه للكاتب ويلز قدم صوت غزو سكان كوكب المريخ للأرض مع نشرات إخبارية وهمية عن زحف الغزاة.
لكنّ المفاجأة أنه صَبّ رعبًا قاسيًا على الأمريكيين و نشر الفزع في البلاد كلِّها ، وفي اليوم التالي تصدّر الخبر جريدة نيويورك تايمز وكان عنوانه حينها :"مستمعو الإذاعة في رعب - توهموا أن دراما الحرب حقيقة واقعة".
و في نهاية شهر ديسمبر من عام ألفين و تسعة عشر تكّرر السيناريو لكن بطريقة مختلفة و رعبٍ حقيقيّ ! أعلنت السلطات الصينية إنتشار فايروسَ التهابٍ رئوي حادّ تسبب بالموت لملايين السكان من مدينة ووهان وحمل اسم كورونا.
و مع تتابع الأحداث و انتشار الوباء و تخبُط الدول و الكثير من الموت ، كان السؤال هل هي حربٌ بيولوجية حقيقية ؟
و هل استحقت رعبًا مَلَأَ العالمَ أجمع و كان بمثابة كابوس لم ينتهي حتى الآن ؟
هذه اسئلة و الإجابة واحدة ، الأيام و الشوارع الخاوية و زوايا المستشفيات و الفقد ثم الفقد ثم الفقد كانوا بمثابة الإجابة الكبرى و الحقيقة الصاعقة !
اللحظات الضائعة في الحياة عن بُعد تُشكّل عمرًا بأكمله ، عمرًا من الضحكات الفرح و الحزن ، خيبات الأمل و تفاصيل أيامٍ عاديةٍ أو حتى ليست عادية.
حماس البدايات في أي مرحلة جديدة ، و معرفة حقيقة من بمحيطك عن قرب ، بعيدًا عن هذا العالم المزيف الذي نعيشه من خلف الشاشات !
نعم مستمعو الإذاعة في رعب و دراما الفايروس حقيقة واقعة !