24-12-2020 08:28 AM
بقلم : علي الشريف
يبدو ان ارادة الله عز وجل قد قضت بان ندخل سنوات عجاف ستحصد الاخضر واليابس لنصل بعد عام الرمادة هذا لن نجد فيها ما نغاث به او نقات..
الوضع بشكل عام اصبح ممزوجا بالخوف من كل شيء فالرزق يضيق على الناس ولولا انه بيد الله عز وجل لتم قطعة نهائيا ولكانت سرقة قوتهم امرا طبيعيا.
الناس باتت تمشي وكان على رؤوسها الطير ..راجفة خائفة من كل شيء وعلى كل شيء فالحقوق ضاعت وامانات الناس باتت في مهب الريح واصبح الجميع يبحث عن امانة في اعتزال الناس والبعد عنهم .
لقد دخلنا مرحلة الفوضى في كل شيء الفوضى في الهدوء والفوضى في البحث المضني عن بوابة رزق صار من الصعب جدا ان تفتح والفوضى في التفكير والفوضى حتى في احتساب الوقت وعدم الشعور به.
لا اخفي سرا انني من هؤلاء الناس الذين ضاعت حقوقهم وبات يعتزل الناس بحثا عن السلامة والامن ولكني مقابل ذلك صرت اشعر بوجع السنوات العجاف او اعوام الرمادة القادمة فلا شيء في كل واقعنا يعطي بصيص من الامل ولكن يبقى الايمان بالله هو الذي نشد به ازرنا به ليخرجنا من هذا الضيق .
صحيح اننا لا زلنا احياء ناكل ما تيسر من طعام ونشرب ونتنفس ..صحيح ذلك لكننا اصبحنا مثل الجثث التي تمشي على الارض واشبه ما تكون بالجثث التي في الافلام والتي تريد ان تفترس كل شيء حولها في ظلام الليل.
والله ما وصلنا الى حالتنا هذه نتاج وباء يفتك بنا من كل صوب وحدب انما لان الكبر تغلغل في النفوس والحقد والغل والغيرة تفشت في القلوب ولان الحسد اصبح عادة وتنمني زوال النعمة عن الغير اصبح حالة دائمة.
لأننا اخذتنا العزة بالإثم فعدنا الى زمان الجاهلية حيث القوي يأكل الضعيف حيث البريء يتهم والمتهم يصبح بريء ...لأننا صنعنا في قلوبنا عنصري صغير يريد ان يخرج ويكبر ونرفض ان نقتله.
هذه هي السنوات العجاف.. قحط في الخلق والاخلاق وقحط في التراحم ..وقحط في الصدق وقحط في الثقة حتى اننا وصلنا الى قحط في الايمان فماذا سيأتينا بعد وكيف نغاث.
سيطر النفاق والرياء والكذب .وسيطر اتهام الناس ..اخذتنا القبلية نحو فوضى الجاهلية ....اكلتنا الدنيا وما اكلنا منها شيء .. ابن الكريم يهان وابن اللئيم يصان ...سراق الاحلام يبنون قصورهم على جماجم الحالمين ... لان الاغبياء تسيدوا ..واصحاب القدرة حوربوا ..لاننا اصبحنا في زمان لا يرحم فيه احد احدا....
واصبح فيه الصدق مهلكة والكذب منجاه وابداء الراي جريمة لا تغتفر. بكل اختصار نحن قوم لم نصنع كرامة لنبي في اوطاننا فضاعت كرامتنا.
رب طال عام الرمادة فلا تجعله اعواما عديدة و هب لنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا .....قد ضاقت فاستحكمت حلقاتها فجف الضرع ويبس الزرع وما عدنا نقدر فيسر لنا من عندك يا رب عبدا من عبادك ياخذ باليد ...اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك.