26-12-2020 08:49 AM
سرايا -
تعود قصة الأعلام المحيطة بالمسجد الحرام إلى آدم عليه السلام، ومن ثم إبراهيم الذي دعا ربه: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم}.
وحول هذه القصة يقول مدير مركز تاريخ مكة المكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فواز الدهاس: مكة كلها حرم؛ ونعني بذلك أن مكة في حدودها الشرعية لها حكم المسجد الحرام، وحرم مكة وما أحاط من جوانبها فقد جعله المولى عز وجل حرمًا حكمه حكمها؛ تشريفاً لها.
وأضاف الدهاس في حديث لصحيفة "سبق": أشار المؤرخون إلى أن آدم عليه السلام لمّا خاف على نفسه من الشيطان استعاذ بالله فأرسل الله -عز وجل- إليه ملائكة حفّوا بمكة من كل جانب، فحرّم الله تعالى الحرم من حيث كانت الملائكة يحرسون آدم ويذودون عنه سكان الأرض من الجن والشياطين.
وتابع "الدهاس": عندما بدأ إبراهيم عليه السلام؛ البيت، دعا ربه: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا} فأنزل الله إليه جبريل فأراه المناسك وأوقفه على حدود حرم مكة، فكان إبراهيم يرضم الحجارة ويحثو عليها التراب، وهي ذات المكان الذي كانت تقف فيه الملائكة تحفّ آدم من الشيطان والجن عندما استعاذ بالله.
وأضاف الدهاس أن الخلفاء والسلاطين باشروا بعد ذلك لتحديد المعالم، حتى إن قريشًا أرادت أن تنال من المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فأزاحت بعض هذه الأعلام فجاء جبريل إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- وقال: هل آلمك هذا؟ فقال المصطفى: نعم، فقال جبريل: والله، ليعدونها إلى ما كانت عليه، فنزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فقال: لقد أعادت قريش الأنصاب إلى مكانها، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: في نفس المكان، فردّ عليه جبريل قائلاً: والله ما وضعوا حجراً إلا بيد ملك.
ولفت "الدهاس" إلى أن عدد الأنصاب فوق رؤوس جبال مكة المكرمة 1104 أنصاب، وقد وضعت الأعلام الحديثة على مداخل مكة المكرمة موازية لتلك الأنصاب الموجودة على رؤوس الجبال.