30-12-2020 09:52 AM
بقلم : د. هايل ودعان الدعجة
قد تكون للبعض ملاحظات حول غياب عناصر نيابية وازنة عن رئاسة او عضوية اللجان النيابية الدائمة في مجلس النواب التاسع عشر الحالي بحكم الخبرة او التخصص او حتى اثبات الوجود عبر محطات نيابية سابقة ، وهو الامر الذي لا مجال لانكاره .. ولكن اذا ما نظرنا الى تشكلية المجلس سنجد ان السمة الطاغية عليها هي وجود حوالي مئة شخصية نيابية جديدة جاءت بها صناديق الاقتراع ، لتعكس حالة عدم الرضا الشعبي عن اداء المجالس النيابية السابقة التي جعلت الاحتكام الى هذه الصناديق بمثابة رد الفعل او الترجمة الشعبية لحالة عدم الرضا هذه ، بصورة جعلت النواب الجدد امام تحدي التقاط هذه الرسالة التي عنوانها الابرز التغيير والتجديد الامر الذي تم التمهيد له في انتخاب المكتب الدائم واختيار عبد المنعم العودات لرئاسة المجلس كشخصية شبابية قانونية وازنة لها حضورها ومشهود لها في الاداء النيابي المميز من خلال عضويته في مجالس سابقة .. وصولا الى نقطة مفصلية اخرى ممثلة في انتخابات اللجان الدائمة التي اراد من خلالها النواب الجدد بعث اولى الاشارات والرسائل التي توحي او تؤشر الى هذا التوجه الجديد لعل وعسى ان تلفت هذه الخطوة الاولى في مسيرة المجلس انتباه المواطن وتجعله يشعر بان رسالته قد وصلت على امل كسب متابعته واهتمامه بالاداء النيابي القادم ومحاولة تغيير الصورة او الانطباع السلبي المأخوذ عن هذا الاداء الذي لم يرتق الى مستوى الطموح ، والذي لا يتحمل مسؤوليته النائب وحده في ظل عزوف الكثير من الناخبين عن المشاركة في الانتخابات ، فيما البعض من المشاركين ارتضى على نفسه رهن صوته الانتخابي بتحقيق مصالح خاصة وشخصية ضيقة تراوحت بين الاعتبارات المالية والمناطقية والجهوية وغيرها ، وذلك على حساب المصلحة العامة التي يفترض ان تمثل بالنسبة له المعيار او الاعتبار الذي عليه مراعاته عند صندوق الاقتراع .