30-12-2020 04:02 PM
بقلم : حنين معلا الزيود
مَا مَرَرْنَا بِهِ بِهَذَا اَلْعَامِ كَانَ صَعْبٌ عَلَى اَلْجَمِيعِ مُنْذُ بِدَايَتِهِ تَلَقِّينَا فَيْرُوسَ كُورُونَا عَلَى اَلْعَالَمِ كَامِلاً وَلَحْظَةُ وُصُولِهِ عَلَى بَلَدِنَا اَلْأُرْدُنِّ ، لِنَكْتَشِفْ بِأَنَّ اَلنِّعَمَ كَثِيرَةٌ لَمْ نَكُنْ نُقَدِّرُهَا، عَامٌ كَانَ مَلِيءٌ بِالدُّرُوسِ، وَعَام مَلِيءٍ بِالْمُغَامَرَاتِ وَالِابْتِلَاءَاتِ عَلَى جَمِيعِ اَلْأَصْعِدَةِ ، فَكَانَ عَامُ اَلصَّعْبِ جِدًّا لِكُلِّ وَسَائِلِ اَلْحَيَاةِ .
لِأَوَّلِ مَرَّةٍ نَعِيشُ بِوَضْعِ اَلْحَظْرِ وَيَتِمُّ إِغْلَاقُ اَلْبِلَادِ لِأَسَابِيع عَدِيدَةٍ وَتَحْدِيدِ أَوْقَاتٍ مُحَدَّدَةٍ لِلْخُرُوجِ مِنْ اَلْمَنْزِلِ وَالْعَوْدَةِ إِلَيْهَا ، وَكَانَتْ اَلْحُكُومَةُ اَلْأُرْدُنِّيَّةُ عَمِلَتْ عَلَى خُطَطٍ لِمَنْعِ اَلِانْتِشَارِ فَيْرُوسَ كُورُونَا عَلَى بَلَدِنَا وَنُزُولِ اَلْجَيْشِ إِلَى طُرُقَاتِنَا لِحِمَايَتِنَا ، لَمْ يَكُنْ سَهْلُ اَلتَّأَقْلُمِ مَعَ اَلْعَادَاتِ اَلْجَدِيدَةِ اَلَّتِي فَرَضَتْ عَلَيْنَا بِسَبَبِ اَلْجَائِحَةِ ، وَلَكِنْ لِسَلَامَتِنَا قَامَ اَلْجَمِيعَ بِأَخْذِ اَلِاحْتِيَاطَاتِ اَللَّازِمَةِ مِنْ لَبْسِ اَلْكِمَامَةِ وَالْقُفَّازَاتِ لِلْوِقَايَةِ مِنْ اَلْفَايْرُوسِ وَاتِّبَاعِ جَمِيعِ اَلْإِرْشَادَاتِ .
وَمِنْ إِيجَابِيَّاتِ اَلْحَظْرِ فَقَدْ تَعَرَّفْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا مِنْ جَدِيدٍ وَكُلِّ شَيْءٍ كَانَ مُؤَجَّلٌ بِالْمَاضِي قُمْنَا بِفِعْلِهِ وَكَانَ لَدَيْنَا اَلْوَقْتُ اَلْكَافِي لِنَهْتَمَّ بِأَعْمَالِ اَلْمَنْزِلِ وَنُطَالِعُ كُتُب أَكْثَرَ وَالْعَدِيدِ مِنْ اَلْأَشْيَاءِ، فَهِيَ قَرَّبَتْ اَلْأَحْبَابَ مِنْ بَعْضِهِمْ بَعْضَ وَلِقَاءِ جَمْعِ اَلْمُغْتَرِبِينَ مَعَ أَهَالِيهِمْ، وَالْكَثِيرُ مِنْ أَفْرَادِ اَلْأُسَرِ اَلَّذِينَ يَعْمَلُونَ أَوْ يَقْطُنُونَ بِمَنَاطِقِ أُخْرَى مُنِعُوا مِنْ لِقَاءِ أَحْبَابِهِمْ وَأَصْدِقَائِهِمْ لِكَيْ لَا يُنْقَلُوا اَلْعَدْوَى لِأَهَالِيهِمْ، فَمُنَا مِنْ تَعَلُّمِ أَشْيَاءَ جَدِيدَةٍ أَضَافَهَا إِلَى حَيَاتِهِ بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُمْكِنٍ أَنْ يَتَغَيَّرَ بِلَحْظَةٍ .
وَمِنْ سَلْبِيَّاتِهَا لَمْ تَكُنْ سَهْلَةً عَلَى اَلنَّاسِ أَبَدًا ، فَقَدْ تَوَقَّفَتْ اَلدِّرَاسَةُ لِتُصْبِحَ عَنْ بُعْدٍ ، وَالْكَثِيرُ مِنْ اَلنَّاسِ خَسِرُوا وَظَائِفُهُمْ بِسَبَبِ اَلْجَائِحَةِ ، وَأَغْلَقَتْ جَمِيعَ أَمَاكِنِ اَلتَّرْفِيهِ وَالْعَدِيدِ مِنْ اَلْمُنْشَآِتِ ، وَمِنْ اَلْعَائِلَاتِ أَيْضًا مِمَّنْ فَقَدُوا فِيهَا أَحَدُ أَفْرَادِ أُسْرَتِهَا وَأَحْبَابِهَا بِسَبَبِ اَلْفَايْرُوسِ اَللَّعِينِ وَتَأَلَّمَتْ بِسَبَبِ إِصَابَتِهِمْ لِلْمَرَضِ .
فَقَدْ كَانَ عَامُ اَلْحُزْنِ وَعَامِ اَلْفَقْدِ عَلَى جَمِيعِ اَلْأَصْعِدَةِ، فَقَدْ تَغَيَّرَتْ عَادَاتِ أَيَّامِ اَلْعَزَاءِ وَحَتَّى اَلدَّفْنِ أَصْبَحَ لَهُ مَرَاسِمُ دَفْنٍ مُحَدَّدٍ لِعَدَمِ اِنْتِشَارِ اَلْفَايْرُوسِ مِنْ أَجْسَادِ اَلْمُصَابِينَ ، وَأَصْبَحْنَا لَا نَرَى عَلَى اَلسًّوشَالْ مِيدْيَا إِلَّا اَلنَّعْيُ بِسَبَبِ مَوْتِ اَلْأَشْخَاصِ بِفَيْرُوسِ كُورُونَا، وَحَتَّى اَلْأَفْرَاحِ وَالْمُنَاسَبَاتِ تَغَيَّرَتْ وَأَصْبَحَتْ مُقْتَصِرَةً عَلَى أَشْخَاصٍ تُعَدُّ عَلَى أَصَابِعِ اَلْيَدِ .
فَأَصْبَحَتْ كُلُّ اَلْأَيَّامِ مُشَابِهَةً لِبَعْضِهَا اَلْبَعْضِ، فَهِيَ كَانَتْ سَنَةُ مَسِيرَةٍ لَنَا وَلَمْ نَخْتَرْ شَيْئًا مِنْهَا بَلْ كُلُّ ذَلِكَ فَرْضٌ عَلَيْنَا، وَلِتُبَيِّن لَنَا سَنَةُ عِشْرِينَ عِشْرِينَ بِأَنَّ لَيْسَ شَيْءٌ دَائِمٌ وَكُلُّ شَيْءٍ مُتَغَيِّرٍ، وَانْ كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّرٍ بِقَدْرٍ مِنْ رَبِّ اَلْعَالَمَيْنِ وَلَيْسَتْ لَهَا عَلَاقَةٌ بِالْأَيَّامِ وَلَا بِالسِّنِينَ بِمَا حَدَثَ مَعَنَا.
فَهُوَ كَانَ عَامٌ لِلْفِرَاقِ وَالْوَدَاعِ وَالْوَبَاءِ وَأَيَّامٍ عِجَافٍ , وَالْآنُ وَنَحْنُ عَلَى أَبْوَابِ اِنْتِهَاءِ هَذِهِ اَلسَّنَةِ صَدَرَ إِعْلَانُ ظُهُورِ اَلْفَايْرُوسِ اَلْمُتَحَوِّرِ مِنْ سُلَالَةِ كُورُونَا، وَلْنَبْدَأْ بِتَجْرِبَةٍ أُخْرَى لِبِدَايَةِ اَلْعَامِ 2021 وَلَا نَعْلَمُ خَفَايَاهُ وَمَا تَوَقُّعَاتِهِ لِلْعَامِ اَلْجَدِيدِ .
وَبِالرَّغْمِ مِنْ اَلْأَحْدَاثِ اَلْمُوجِعَةِ وَالْوَبَاءِ وَالْأَمْرَاضِ وَالْفَقْرِ وَلَكِنْ إِلَّا أَنَّنَا نَحْمَدُ اَللَّهُ عَلَى اَلنِّعَمِ اَلَّتِي أَنْعَمَ اَللَّهُ بِهَا عَلَيْنَا بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَبِسَلَامَةِ أَحْبَابنَا وَنَسْأَلُ اَللَّهَ اَلرَّحْمَةَ وَالْمَغْفِرَةَ لِكُلٍّ مِنْ فَقَدْنَاهُمْ بِهَذَا اَلْعَامِ .
وَالْأَمَلُ بِرَبَّ اَلْعَالَمَيْنِ كَبِير بِأَنَّ يُزِيلُ هَذَا اَلْفَايْرُوسِ مِنْ بِلَادِنَا وَبِلَادِ اَلْعَالَمِ وَأَنْ يَكُونَ اَلْعَامُّ اَلْجَدِيدُ فِيهِ اَلتَّجْدِيدُ لِحَيَاتِنَا لِلْأَفْضَلِ وَلَعَلَّ اَلْفَرَجَ قَرِيبٌ .